…وعنوان الكتاب مشتق من المعنى، وفيه لغات: عنونت، وعنّيت، وعنّنت، وعنت الأرض بالنبات وأعنَتْه: أظهرته. وعنّيته: حبسته حبساً طويلاً. والعاني: الأسير، والخاضع، والعبد، والسائل من ماء أو أدم. ومنه قوله تعالى ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ (١) أي نصبت له وعملت له(٢).
…وقال ابن فارس: العين والنون أصلان، أحدهما يدل على ظهور الشيء وإعراضه، والآخر يدل على الحَبْس، فالأول قول العرب عنَّ لنا كذا يَعِنُّ عُنُوناً، إذا ظهر أمامك. وقال ابن الأعرابي: العنان : ما عَنَّ لك من شيء. وقال الخليل(٣): عنان السماء، ما عنّ لك فيها إذا نظرت إليها. وقال العَنُون من الدوابّ وغيرها: المتقدم في السير. وقال الفراء(٤): العِنّان: المعانّهّ وهي المعارضة والمعاندة. وقال ابن الأعرابي: شارك فلان فلاناً شركة عِنان، وهو أن يعن لبعض ما في يده فيشاركه فيه، أي يعرض. ومن الباب: عُنوان الكتاب لأنه أبرز ما فيه وأظهره.
(٢) ٤/٣١٤٥-٣١٤٧ تهذيب اللغة للأزهري، مادة عنا (عنو)، ٣/٢١٠-٢١٤. وانظر لسان العرب لابن منظور، طبعة دار المعارف.
(٣) هو أبو عبد الرحمن، الخليل بن أحمد بن عمرو بن تيم الفراهيدي (١٠٠-١٧٠هـ)، ويقال الفرهودي الأزدي. كان إماماً في علم النحو. وهو الذي أنشأ علم العروض. من مصنفاته : التنبيه على حدوث التصحيف، والعين، وكتاب العروض، وغيرها. (وفيات الأعيان، ترجمة ٢٢٠، ٢/٢٤٤-٢٤٨).
(٤) هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عباد الله بن منظور الديلمي الكوفي الفرّاء (ت ٢٠٧هـ). من الطبقة الثانية الذين أخذ عنهم الأزهري. من مؤلفاته: معاني القرآن وإعرابه، وكتاب النوادر، ومصادر القرآن، وغيرها. (وفيات الأعيان، ترجمة ٧٩٨، ص ١٧٦-١٨٢).