…وأما الأصل الآخر، وهو الحبس فالعُنَّة، وهي الحظيرة. والجمع عُنَن. يقال: عَنَّنْتَ البعير: حبسته في العنّة(١).
…وقال الزركشي(٢): وحيث قال المفسرون قال أصحاب المعاني فمرادهم مصنفو الكتب في معاني القرآن كالزجاج(٣) ومن قبله وغيرهم. وفي بعض كلام الواحدي(٤): أكبر أهل المعاني "الفراء والزجاج وابن الأنباري(٥)" وعليه فإن كلمة معنى يظهر منها المراد والقصد، والسياق هو الذي يحدد المعنى بشكل عام.

(١) ابن فارس، أحمد أبو زكريا، معجم مقاييس اللغة، ٤/١٩-٢٢، دار الكتب العلمية، إيران، قم، وانظر: باب العين والنون وما يثلثهما، مجمل اللغة، للمؤلف نفسه، ٣/٦٣٠-٣٦١، مؤسسة الرسالة، ط١، ١٤١٤هـ- ١٩٨٤م.
(٢) هو محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي بدر الدين (ت٧٩٤هـ)، تركي الأصل مصري المولد والوفاة، من مؤلفاته: البحر المحيط في الأصول، والبرهان في علوم القرآن، وتخريج أحاديث الرافعي، تفسير القرآن إلى سورة مريم. ( هدية العارفين " أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون " إسماعيل باشا البغدادي، دار الفكر، ١٤٠٢هـ-١٩٨٢م).
(٣) هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج النحوي (ت٣١١هـ)، من مصنفاته كتاب معاني القرآن والأمالي، والاشتقاق والعروض، أخذ الأدب عن المبرد وثعلب. وكان يخرط الزجاج فلقب بصنعته. (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأحمد بن محمد بن خلكان، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، ١/٤٩-٥٠).
(٤) هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، صاحب التفاسير المشهورة، من مصنفاته: البسيط والوسيط، والوجيز في التفسير، وغيرها. (وفيات الأعيان، ٣/٣٠٣-٣٠٤).
(٥) هو أبو بكر محمد بن أبي محمد القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن الأنباري (ت ٣٢٧هـ)، صاحب التصانيف في النحو والأدب وغريب الحديث وعلوم القرآن. وكان يملي في المسجد وأبوه في ناحية أخرى. (وفيات الأعيان، ترجمة ٦٤٢، ٤/٣٤١-٣٤٢).


الصفحة التالية
Icon