…هذه هي قصة الخلق عند من زعم أن تفسيره تفسيرٌ قرآني فهي شعارات منكوسة معكوسة، إنها نظرية دارون لم تنقص شيئاً، بل أضفى عليها طابع الشرعية مع أنها من نسج الخيال، وزعم أنها معجزة لنصوص القرآن، حيث ظهرت النظرية وفقاً لنصوص القرآن، مع أن الأمر معكوس كذلك لا يمكن أن يفهم من دلالة النص على الإطلاق، وكأن مخالفة القرآن بما لا سند له من الواقع، أو التاريخ، أو العلم، أو العقل معجزة. فهذه النظرية فاض بها عقله الحر لا من نصوص القرآن بل مناقضة لمنطوق ومفهوم النصوص في القرآن ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ (١). والفاء في اللغة ظاهرة في التعقيب المباشر بعيدة فيما سواه(٢). فعدل الدكتور الخطيب عن المعنى الظاهر إلى البعيد بدون قرينة.
(٢) قد ترد الفاء بمعنى الواو في إرادة الجمع المطلق، وقد ترد بمعنى ثم في إرادة التأخير مع المهلة، ولكن هذه المعاني بعيدة، والمعنى القريب والمتبادر للأذهان أن تكون للفورية، والتعقيب المباشر، ولا توجد هنا أي قرينة تصرف معنى الفاء للمعنى البعيد.