منها كانت (الأميبيا) التي تتوالد بالانقسام"(١).
…وهكذا نجد الدكتور الخطيب فيما سماه تفسيراً لاحظ ولا نصيب له من التفسير. بل هي معان في ذهنه، أراد أن يسبغ عليها صفة التفسير فكانت ظلالاً قاتمة على التفسير، وأثقلت عبئه بهذه الشوائب. فهو مصرّ على أن آدم –وهو اسم علم- أن يكون رمزاً للجنس البشري، ومصر على أن زوج آدم (حواء) بنص الحديث المبيّن لنص القرآن، لم يخلقا خلقاً مباشراً من الله تعالى، بل جعل الحديث الصحيح بل الأحاديث الصحيحة أنها من الأساطير ومن الإسرائيليات. مع أن قصة خلق آدم عليه السلام، ذكرت في القرآن في سور كثيرة منها: سورة البقرة، والأعراف، والحجر، والإسراء، والكهف، وطه، وص، وذكر فيها قصة الخلق وزوجه وصراعهما مع إبليس، وأمر الملائكة بالسجود لخلق آدم.. الخ وفي الحديث خلق الله آدم على صورته(٢). وقصة خلق زوج آدم عليه السلام، والمشهورة باسم حواء، أنها خلقت من آدم ذكرت مجملة في فاتحة سورة النساء، ومفصلة في الحديث الشريف وأنها خلقت من ضلع آدم عليه السلام، والرواية في الصحيحين وغيرهما(٣)

(١) التفسير القرآني للقرآن، م٢، ٤/٦٨٣-٦٨٤.
(٢) رواه مسلم والبخاري وأحمد، انظر صحيح البخاري، ٤/١٦٠، ٨/٦٢، كتاب الاستئذان، وانظر فتح الباري، ١١/٣، طبعة المطبعة السلفية، القاهرة. وانظر صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب البر والصلة، باب النهي عن ضرب الوجه، ٣٢، رقم ٤/١١٥، الحديث ٢٠١٧، طبعة السعودية، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، والجنة، ب١١، رقم ٢٨، وانظر مسند أحمد بن حنبل ٢/٣١٥.
(٣) رواه البخاري حديث ٣٣٣١، فتح الباري ٦/٣٦٣، كتاب أحاديث الأنبياء، وانظر ٣٦٤، أحاديث ساقها ابن حجر عن مسلم والترمذي والنسائي والبزار وأحمد، وصحيح ابن حبان، وانظر حديث ٥١٨٤ فتح الباري، كتاب النكاح، ٩/٢٥٢، وانظر تفسير القرطبي، ١/٣٠١، حديث مسلم، وانظر ٥/٢، تفسير القرطبي. وانظر تفسير ابن كثير، ١/٤٤٨، طبعة دار المعرفة سورة النساء، وانظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ١٤/٤٣١.


الصفحة التالية
Icon