…قال الأصمعي(١): آل الرجلُ رعيته يؤولها إذا أحسن سياستها. وتقول العرب في أمثالها: " أَلْنا وإيلَ علينا " أي : سُسْنا وساسنا غيرنُا. قال الأصمعي: يقال رددته إلى آيلته أي: طبعه وسُوسه. وآلُ الرَّجُلِ: أهل بيته من هذا أيضاً، لأنه إليه مآلهم وإليه مآلُه. ومن هذا الباب تأويلُ الكلام، وهو عاقبته وما يؤول إليه وذلك قوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ﴾ (٢). ما يؤول إليه وقت بعثهم ونشورهم(٣). وسئل أحمد بن يحيى عن التأويل فقال: التأويل والتفسير واحد(٤). وقال الأزهري: أَلْتُ الشيء: جمعته وأصلحته، فكأن التأويل جمع معاني مشكلة بلفظ واضح لا إشكال فيه. وقال بعض العرب: أوّل الله عليك أمرك: أي جمعه. وإذا دعوا عليه قالوا: لا أوَّل الله عليك شََمْلك. وقال الليث: التأوّل والتأويل: تفسير الكلام الذي تختلف معانيه ولا يصح إلا ببيان غير لفظه، وأنشد:
…نحن ضَرَبْناكم على تنزيله……فاليوم نَضْرِبْكمُ على تأويله(٥)

(١) هو أبو سعيد عبد الملك بن قُرَيْب بن عبد الملك بن علي بن أصمع (١٢٢-٢١٦هـ). المعروف بالأصمعي الباهلي كان صاحب لغة ونحو، إخباري سمع شعبة بن الحجاج، والحمّاديْن وغيرهم، من مصنفاته: كتاب الأضداد، وأصول الكلام، وغريب الحديث. ( انظر وفيات الأعيان لابن خلكان، ترجمة ٣٧٩، ٦/١٧٠-١٧٦).
(٢) سورة الأعراف، من الآية ٥٣.
(٣) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ١/١٥٨-١٦٢. وانظر مجمل اللغة للمؤلف نفسه ١/١٠٧، وتهذيب اللغة للأزهري، ١٢/٤٥٩.
(٤) الأزهري، تهذيب اللغة، ١٢/٤٥٨.
(٥) المصدر السابق.


الصفحة التالية
Icon