…وقال ابن منظور: الأوْل: الرجوع. آل الشيء يؤول أوْلا ومآلا: رجع. وأوّل الكلام وتأوّله: دَبَّرَهُ وقدَّره. وأوْله وتأوّله: فَسَّرَه. وقوله عز وجل: ﴿ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾ (١)، أي لم يكن معهم علم تأويله. وهذا دليل على أن علم التأويل ينبغي أن ينظر فيه. وقيل لم يأتهم ما يؤول إليه أمرهم في التكذيب به من العقوبة. وفي حديث ابن عباس: ( اللهم فقهه في الدين وعلِّمْه التأويل ) (٢). قال ابن الأثير(٣): والمراد بالتأويل : نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إليه دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ. ومنه حديث عائشة –رضي الله عنها-: كان النبي - ﷺ - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم وبحمدك، يتأول القرآن. تعني أنه مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ﴾ (٤).
…وسئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن التأويل فقال: التأويل والمعنى والتفسير واحد(٥).

(١) سورة يونس، من الآية ٣٩.
(٢) صحيح البخاري، ١/٤٨، صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، ١٣٨، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ١/٢٦٦، ٣١٤، ٣٢٨، ٣٣٥، فتح الباري، ١/١٧٠، ٢٢٤.
(٣) هو إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن محمد بن الأثير الحلبي، القاضي عماد الدين (٦٥٢-٦٩٩هـ)، فقيه مؤرخ، من مصنفاته: عبرة أولي الأخبار في ملوك الأمصار، وإحكام الأحكام في شرح أحاديث سيد الأنام. (هدية العارفين لإسماعيل البغدادي، ٥/٢١٣، وانظر: معجم المؤلفين لرضا كحالة، ٢/٢٥٩).
(٤) سورة النصر، من الآية ٣.
(٥) ابن منظور، لسان العرب، ١/١٧١-١٧٥، طبعة دار المعارف، مصر.


الصفحة التالية
Icon