…وخلاصة القول: إن كلمة التأويل لفظ مشترك، يعني الابتداء والعاقبة والجزاء كما يعني التفسير والإصلاح والسياسة، كما يعني التحريف وهو الذي يتبعه الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة. وهو الذي روته عائشة – رضي الله عنها- فقالت: (قال رسول الله - ﷺ -: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) (١).
…ومما تقدم من معاني الألفاظ اللغوية الثلاثة، ومن إجابة أبي العباس أحمد ابن يحيى نقول إنها ألفاظ ثلاثة لمعنى واحد في أصل اللغة.
المعنى الاصطلاحي
…التفسير اصطلاحاً:
…كلمة تفسير في الإسلام تدل على بيان معاني ألفاظ القرآن الكريم خاصة. وعلى علم التفسير نفسه. أما الشروح التي تكتب على المؤلفات العلمية والفلسفية وعلى القوانين والدساتير فلا بد فيها من إضافة. لكن إذا أطلقت الكلمة فلا تفيد إلا تفسير القرآن الكريم. وقد عرّف التفسير بتعريفات منها:
…قال الراغب الأصفهاني: هو كشف معاني القرآن وبيان المراد(٢).
…وقال الزركشي: علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد - ﷺ -، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه. واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات. ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ(٣).
…وقال بعضهم: علم نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيّها ومدنيّها ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها(٤).
(٢) السيوطي، الإتقان، النوع ٧٧، ٢/٢٢٢.
(٣) الزركشي، البرهان، فصل في علم التفسير، ١/١٣.
(٤) السيوطي، الإتقان، النوع ٧٧، ٢/٢٢٢.