…ومن يدقق في كلام الشيخ رشيد يجد فيه عجباً فقبل قليل فرق بين ما ورد في القرآن وما ورد في السنة وعمل بالأول وترك الثاني. والآن يعمل بالثاني ثم بعد ذلك رد العمل بالثاني في تحريم ربا الفضل وكأن المسألة هي تحريم أو تحليل عقلي فيأخذ ما يوافق عقله ويرد ما سواه.
٤- وجعل الشيخ رشيد تحريم ربا الفضل من باب سد الذرائع وبنى على ذلك أن ما حرم لسد الذرائع أبيح للمصلحة. ثم قال: "وممن جوز من الصحابة والتابعين ربا الفضل مطلقاً عبد الله بن عمر ولكن رووا عنه أنه رجع عن ذلك، وابن عباس واختلف في رجوعه، وأسامة بن زيد وابن الزبير وزيد بن أرقم وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير واستدلوا بحديث الصحيحين المتقدم (إنما الربا في النسيئة) فلو كان ربا الفضل كربا النسيئة لم يقع هذا الخلاف بين الصحابة والتابعين - رضي الله عنه - أجمعين"(١).
تفنيد أقوال الشيخ رشيد في إباحة الربا:
أ- إن تحريم الربا لم يكن لسد الذرائع ولا لجلب منفعة ولا لدرء مفسدة بل هو تشريع ابتدائي لتحريم هذا النوع من المعاملات بين الناس للنصوص في القرآن والسنة التي لا مجال للطعن فيها ثبوتاً ودلالة.