…ولكن المغالطة أسلوب تدخل منها الشوائب وتقلب فيها الحقائق. كما زعم أن العذاب الذي يصيب آكل الربا بأنه عذاب نفسي دنيوي يصيب الأضعف حظاً في المال، والأقل حولاً في المادة. والربا المحرم عند د. الخطيب هو ربا النسيئة فقط(١). ويرى أن الربا تتناوله أحكام الحظر والإباحة والوجوب(٢). وقال: "حرم القرآن الربا على الصورة التي كانت معروفة في الجاهلية، وهو ربا النسيئة، ثم جاءت السنة المطهرة، فحرمت الذرائع المفضية إليه، حتى لا يتخذ الناس من تلك الذرائع مطايا تنقلهم بقصد أو غير قصد إلى الربا الصريح"(٣). ثم عدّ ربا الفضل قد حرم من باب سد الذرائع"(٤).
…وقال: "فهذا الوصف بالمضاعفة للربا هو تقرير لحقيقته"(٥). والموازن بين آراء د. الخطيب ومحمد رشيد رضا يجدهما متطابقين في الأحكام وقد بيّنا بطلانها وأنها من الشوائب. ولمزيد من الردود على هذه الشوائب نقول:
لقد روى حرمة ربا الفضل من الصحابة الكرام في صحيح مسلم وحده كل من: أبي سعيد الخدري، وابن عمر، ونافع، والليثي، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، ومالك بن أوس بن الحدثان، وعبادة بن الصامت، وأبي الأشعث، ومسلم بن يسار، وأبي هريرة، وأبي المنهال، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وأبي بكرة وأبيه، وفضالة بن عبيد الأنصاري، ومعمر بن عبد الله، وبلال بن رباح، وأبي نضرة، وعبد الله بن عباس بعد رجوعه، وهذا عدد يصل حد التواتر، فتحريم ربا الفضل يساوي تحريم ربا النسيئة وبالدرجة نفسها.
(٢) التفسير القرآني للقرآن، م٢، ٣/٣٦٥، ٣٦٦.
(٣) التفسير القرآني للقرآن، م٢، ٣/٣٦٧. وانظر م٢، ٤/٥٨٤، المصدر السابق تفسير آية ١٣٠ آل عمران.
(٤) التفسير القرآني للقرآن، م٢، ٣/٣٦٦-٣٦٧.
(٥) التفسير القرآني للقرآن، م٢، ٤/٥٨٤.