…وأورد الشيخ رشيد سؤالاً برقم ٢٨ ونصه ما يلي: "إن حكومتنا الهولندية قد تعمل بعض الأعمال الكبيرة كبناء المستشفيات والملاجئ، أو إعانة المنكوبين بما يسمونه لو تراي (يانصيب) وقومته بنحو مائة ألف ربية وجعلتها عشرة آلاف سهم (لوت) وتبيع كل سهم منها بعشرة روبيات وتأخذ من ثمن هذه الأسهم خمسين ألفاً مثلاً لبناء المستشفيات والملاجئ أو إعانة المنكوبين ثم تقسم الخمسين إلى نحو عشرين قسماً تدفع للذين اشتروا هذه الأسهم بطريقة القرعة بينهم فمن خرجت له فله نصيب منها. فهل يجوز شراء هذا السهم (اللوت) وأخذ ربحه أم لا؟ وهل يجوز لنا طلب شيء من الخمسين التي أخذتها الحكومة تنفقه على مدرسة إسلامية أو غيرها من مصالح المسلمين؟ وهل يجوز أن نعمل مثل هذا العمل (لوتري) بإذن الحكومة لضعف المسلمين وإعراضهم على البذل في سبيل الخير العام؟ أم يُعدُّ هذا العمل من القمار الذي حرمه الله بنص القرآن؟"(١). وقد أجاب الشيخ على السؤال بالإيجاب. وأحاله على جواب سابق ص ٦٧٠ من مجلة المنار عدد ٣٣. وقال: "إذا فعلت حكومتكم ذلك وأعطتكم منه شيئاً للمنافع العامة فإن لكم أخذه لذلك بغير شبهة"(٢).
…وقال في تفسير آية المائدة: "قد يقال إن الله تعالى قد بين بهذه الآية علتين لتحريم الخمر والميسر: إحداهما اجتماعية والأخرى دينية، والدينية تصدق على الألعاب التي اشتد ولوع كثير من الناس بها كالشطرنج. فالظاهر أن تعد بذلك محرمة كالميسر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة"(٣).
…وقال: "ولما بين جل جلاله علة التحريم (الخمر والميسر) وحكمته أكده بقوله ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾ فهذا استفهام يتضمن الأمر بالانتهاء(٤).

(١) مجلة المنار، م٣٠، ٦/٤٤٧.
(٢) مجلة المنار، م٣٠، ٦/٤٤٨، وانظر ٤٤٩-٤٥٠ سؤال وجواب لا يخرج عما ورد في المجلة، وفي التفسير مما سقناه.
(٣) تفسير المنار، ٧/٦٢.
(٤) تفسير المنار، ٧/٦٣. سورة الأعراف آية ٩١.


الصفحة التالية
Icon