…وهذه أقوال في غاية البطلان ولا تستحق الرد. لأن قائلها جاهل باللغة، جاهل بأساليب العربية، جاهل بمفاهيم الإسلام، وهذه شوائب لا تمت للتفسير بسبب ولا بنسب.
خامساً: جمال الدين القاسمي:
…قال: "تنبيه في سر ما تشير إليه الآية من إصلاح النسل، قال بعض علماء الاجتماع من فلاسفة المسلمين في مقالة عنوانها (الإسلام وإصلاح النسل) وخلاصته: (أن إصلاح النسل في الإنسان أولى من إصلاحه في الحيوان حسبما قال فيلسوفان ألماني وإنجليزي وذكرا طرقاً لإصلاح النسل (منها): منع أصحاب العاهات والأمراض المزمنة وأولي الجرائم الكبيرة من الزواج لينقطع نسلهم الذي يجيء غالباً على شاكلتهم. (ومنها) إباحة تعدد الزوجات النابغات من الرجال ليكثر نسلهم. وقالا: إذا جرى المجتمع على هذا الانتخاب الصناعي قروناً عديدة كان نسل الإنسان الأخير بحكم ناموس الوراثة سالماً من الأمراض، حسن الطوية.. كأنه أرقى من الإنسان الحاضر، وكانت أهم طريقة أبدياها للارتقاء المنتظر للبشر في المستقبل هي طريقة تعدد الزوجات في الحاضر للنابغين من الناس) (١). وقال: (وتعدد الزوجات للنابغين من المسلمين، قد جاء به الإسلام قبل هذين الفيلسوفين بأكثر من ألف وثلاثمائة سنة) قال (وقد جعل رضاهن بذلك شرطاً له لئلا يكون فيه إجحاف بحقوقهن والعاقلة من النساء تفضل أن تكون زوجة لنابغة من الرجال –وإن كان ذا زوجات أخر- على أن تكون زوجة لرجل أحمق. وإن اقتصر عليها) (٢). وقال: (وأما غير النابغين منهم فإن الدين يمنعهم من نكاح أكثر من واحدة لئلا يكثر نسلهم) (٣).

(١) تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل، ٥/٣٠-٣١، طبعة دار الفكر، ط٢، بيروت، ١٣٩٨هـ-١٩٧٨م.
(٢) المصدر السابق، ٥/٣٢.
(٣) المصدر السابق، ٥/٣٢.


الصفحة التالية
Icon