﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ (١). وقال تعالى: ﴿ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴾ (٢). وقال: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ (٣). واللغة التي يحتج بها ما كانت زمن الاحتجاج. وتشمل اللغة: علوم النحو والصرف والبيان والبديع والمعاني وفقه اللغة.
رابعاً: العلوم الشرعية: التي تعد آلة في فهم الكتاب، منها: القراءات، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمكي والمدني، وأصول الفقه. وهذه العلوم تدخل من باب قاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
…تلكم هي مصادر التفسير، فعلى من يتصدر للتفسير أن يحيط بها حتى لا يقع في المحظور ويقوّل القرآن ما لم يقله، أما التاريخ وكتب أهل الكتاب فهي ليست مصادر للتفسير، ولا ينبغي لها أن تكون، وكذلك العلوم التجريبية، والعلوم الدنيوية فهي ليست مصادر لعدم ورود دليل عليها.
ضوابط التفسير
الضابط في اللغة:
…الضاد والباء أصل واحد يدل عُظمْه على الاجتماع(٤). والضاد والباء والطاء أصل صحيح. ضَبَطَ الشيء ضبطاً. والأضبط: الذي يعمل بيديه جميعاً(٥). وقال الليث: الضبط: لزوم شيء لا يفارقه في كل شيء. ورجل ضابط: شديد البطش. ويقال فلان لا يضبط عمله إذا عجز عن ولاية ما وليه. ورجل ضابط: قوي على عمله(٦).
…والضَّبْطُ: لزوم الشيء وحَبْسُه. ضبط عليه وضَبَطَهُ يضبط ضَبْطاً، وضباطة، وضبط الشيء: حفظه بالحزم. والرجل ضابطُ أي حازم(٧).
ضوابط التفسير اصطلاحاً:

(١) سورة ابراهيم، من الآية ٤.
(٢) سورة النحل، من الآية ١٠٣.
(٣) سورة الشعراء، الآية ١٩٥.
(٤) ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة، ٣/٣٥٧، مادة ضب.
(٥) ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة، ٣/٣٨٦، مادة ضبط.
(٦) الأزهري، تهذيب اللغة، ١١/٤٩٣.
(٧) ابن منظور، لسان العرب، ٧/٣٤٠.


الصفحة التالية
Icon