…وأما حكم الشوائب فيؤخذ من قول الرسول - ﷺ -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (١). ولما كانت الشوائب دخيلة على ديننا، وهي إحداث في أمر ديننا، وهي تناقضه وتعارضه فهي مردودة، والحكم الشرعي فيها، فيه تفصيل: فمن يحملها معتقداً بها، وينشرها ابتغاء الفتنة وابتغاء تحريف الإسلام فإن صاحبها يخرج من الملة - والعياذ بالله -، ويزداد عذاباً يوم القيامة بقدر حقده وعداوته لدين الله.
…وأما تعلمها للأخذ بها فهو حرام لأنه أخذ لما هو مردود من الإسلام. وأما تعلمها لردها وبيان خطرها، والتحذير منها فهو مندوب يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه. وأما تعليمها فإن كان بقصد بيان زيفها وهدمها فهو من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه ثواب عظيم، يتضاعف ثوابه بقدر ما يهدي من الناس، وبقدر ما ينقذهم من الضلال. وأما تعليمها بقصد الترويج لها وبيان صحتها والدفاع عنها فهو كمن تولى كبره - والعياذ بالله -.
…وأما السكوت عليها فإن كان قادراً على الإنكار والتغيير وصمت فيكون قد شارك الشيطان الأخرس في مهمته. وإن كان سكوته عن ضعف أمام جائر متجبر، وأنكر بقلبه، وأبلغ إنكاره لمن يستطيع، فنسأل الله له القوة والغفران، ولعله يكون قد أصاب أضعف الإيمان، ولا نزكي على الله أحداً. والموعد الله في كل غاية، وفوق كل ذي علم عليم.