…أي أن يكون المعنى قد استعملته العرب، وروعي في التركيب، وانسجم مع السياق، وأدرك واقع تصريف المفردات في تراكيبها، فمن جاء بتفسير للفظ لم يأت به العرب، ولم يجر على عادة العرب يرد ولا يقبل ولا يسمى تفسيراً. وأهمية هذا الضابط تكمن في وجوب تعلم اللغة العربية شرعاً لمن يدين بدين الإسلام، ليس على اعتبار أنها لغة قومية، بل لأنها آلة فهم الإسلام "للقرآن والسنة" لا يتم بدونها. ولا تتم بعض العبادات إلا بها، ومنها تلاوة القرآن والصلاة والاجتهاد. ويتوقف العمل بأحكام الإسلام على مدى فقهها. ولهذا حرص عليها المسلمون الأعاجم والعرب على حد سواء. فمزج الطاقة العربية (اللغة) بالطاقة الإسلامية (الكتاب والسنة عقيدة وشريعة) ضرورة شرعية. وهما بمثابة الروح والجسد، أو الرأس والبدن، فعلى من ينخرط في سلك المفسرين أن يدرك أهمية لغة القرآن. وأي محاولة للفصل بينهما، أو الاعتداء على أحدهما يكون اعتداء على الآخر.