…يرى ابن سينا أن كلام الشرع باطن لا يباح تأويله إلا لأهل النظر مبرراً هذه النظرية بسرد أقاويل في هذا المعنى ينسبها إلى قدماء اليونان (١). ويعزو سبب ذلك إلى أن رموز حقائق كلام الشرع يدق على فهم العامة، ولا تستطيع إدراك معانيه. واشترط أن يكون كلام الأنبياء ومنهم محمد - ﷺ - رمزاً يفهم بعضه العامة، والباقي تفك لغزها الخاصة. واستشهد بكلام أفلاطون(٢) ليدل على صحة ما ذهب إليه من الاشتراط على النبي أن يكون كلامه رمزاً. وجعل من الضروري الإحاطة برموز الأنبياء حتى يبلغ المرء الملكوت الأعلى. وذكر موقف أجلة فلاسفة اليونان: "فيثاغورس (٣)، وسقراط (٤)
(١) قرمورة، ميشال، رسالة في إثبات النبوات لابن سينا، "جامعة تورنتو"، ص ٣٤، دار النهار للنشر، بيروت، ١٩٦٨م. الدراسات والنصوص الأدبية (٢) والقسم التفسيري في الرسالة وهو القسم الأكبر فقرة ١٥-٤٤، يختص بحل رموز الأنبياء وتأويل كلامهم يعرض فيها نظريته.
(٢) ابن ارسطن بن أرسطوقليس من أثينية، وهو آخر المتقدمين الأوائل الأساطين، معروف بالتوحيد والحكمة. ولد في زمان اردشير بن دارا في ١٦ من ملكه. تتلمذ على يد سقراط ولما قتل سقراط قام مقامه وجلس على كرسيه. (انظر موسوعة الملل والنحل في الأديان والمذاهب في القرون الوسطى، أبي الفتح الشهرستاني (ت٥٤٨هـ)، مؤسسة ناصر الثقافية، ط١، بيروت ١٩٨١م.
(٣) فيثاغورس من الحكماء السبعة وهو ابن منسا رفش من أهل ساميا وكان في زمان سليمان النبي بن داود – عليهما السلام٠ أخذ الحكمة من معدن النبوة. ويدعي أنه شاهد العوالم العلوية بحسه وحدسه. وبلغ في الرياضة إلى أن سمع حفيف الفلك، ووصل إلى مقام الملك، وقال ما سمعت شيئاً قط ألذ من حركاتها، ولا رأيت أبهى من صورها وهيئاتها. (الملل والنحل، للشهرستاني، ص ١٥٨).
(٤) سقراط: من الحكماء السبعة، ابن مفرنيسقوس من أهل أثينة. وقد اقتبس الحكمة من فيثاغورس واقتصر على الإلهيات والأخلاقيات، واشتغل بالزهد ورياضة النفس وتهذيب الأخلاق وأعرض عن ملاذ الدنيا واعتزل إلى جبل، نهى الرؤساء الذين كانوا في زمانه عن الشرك وعبادة الأوثان مما أدى إلى قتله بالسم بعد حبسه. (الملل والنحل، ص ١٦٣).
(٢) ابن ارسطن بن أرسطوقليس من أثينية، وهو آخر المتقدمين الأوائل الأساطين، معروف بالتوحيد والحكمة. ولد في زمان اردشير بن دارا في ١٦ من ملكه. تتلمذ على يد سقراط ولما قتل سقراط قام مقامه وجلس على كرسيه. (انظر موسوعة الملل والنحل في الأديان والمذاهب في القرون الوسطى، أبي الفتح الشهرستاني (ت٥٤٨هـ)، مؤسسة ناصر الثقافية، ط١، بيروت ١٩٨١م.
(٣) فيثاغورس من الحكماء السبعة وهو ابن منسا رفش من أهل ساميا وكان في زمان سليمان النبي بن داود – عليهما السلام٠ أخذ الحكمة من معدن النبوة. ويدعي أنه شاهد العوالم العلوية بحسه وحدسه. وبلغ في الرياضة إلى أن سمع حفيف الفلك، ووصل إلى مقام الملك، وقال ما سمعت شيئاً قط ألذ من حركاتها، ولا رأيت أبهى من صورها وهيئاتها. (الملل والنحل، للشهرستاني، ص ١٥٨).
(٤) سقراط: من الحكماء السبعة، ابن مفرنيسقوس من أهل أثينة. وقد اقتبس الحكمة من فيثاغورس واقتصر على الإلهيات والأخلاقيات، واشتغل بالزهد ورياضة النفس وتهذيب الأخلاق وأعرض عن ملاذ الدنيا واعتزل إلى جبل، نهى الرؤساء الذين كانوا في زمانه عن الشرك وعبادة الأوثان مما أدى إلى قتله بالسم بعد حبسه. (الملل والنحل، ص ١٦٣).