، وأفلاطون" وأنبيائهم كانوا يستعملون الرموز في كتبهم. وإشادة ابن سينا بحكماء وفلاسفة اليونان منبعثة من نظرته للفلاسفة وهي أن الفيلسوف أعلى مرتبة من النبي لأن النبوة تحصل بالوحي والإلهام. وأما الحكمة أو الفلسفة فتحصل بالكد الفكري، والاجتهاد العقلي. وإليك بعض أقواله لتقف على حقيقة نظرته لتفسير القرآن:
…"وقيل إن المشترَط على النبي أن يكون كلامه رمزاً، وألفاظه إيماءً، وكما يذكر أفلاطون في كتب النواميس : أن من لم يقف على معاني رموز الرسل لم ينل الملكوت الإلهي. وكذلك أجلة فلاسفة يونان وأنبياؤهم كانوا يستعملون في كتبهم المراميز والإشارات التي حشوا فيها أسرارهم كفيثاغورس وسقراط وأفلاطون. وأما أفلاطون فقد عذل أرسطاطاليس(١) في إذاعته الحكمة وإظهاره العلم حتى قال أرسطاطاليس: "إني عملت كذا، فقد تركت في كتبي مهادي كثيرة لا يقف عليها إلا الشريد(٢) من العلماء والعقلاء". ومتى كان يمكن النبي محمد - ﷺ - أن يوقف على العلم أعرابياً جلفاً ولا سيما البشر كلهم إذا كان مبعوثاً إليهم كلهم"(٣).
(٢) وقع في مخطوط كوبرولي (القليل)، وفي مخطوط رامبور (الشرذمة) وفي رأيي أنها جميعاً تدل على المعنى نفسه. المصدر السابق نفسه.
(٣) ص ٤٨ المصدر السابق "رسالة في إثبات النبوات". وانظر ٢/٤٢٦، التفسير والمفسرون للذهبي، عن رسائل ابن سينا، ص ١٢٤-١٢٥، مطبعة هندية، ١٩٠٨م.