شوائب التفسير في الفكر الصوفي
…تفسير الصوفية والتفسير الفلسفي بينهما وشائج تكاد توصلهما لحد الاتحاد. وإن كان لكل أسلوبه في صوغ العبارة. والشوائب في التفسيرين تكاد تكون متماثلة لأنها تفتقر إلى لغة التفاهم مع نصوص القرآن الكريم(١). وإذا أضفنا إلى ذلك ما ورد في الفتوحات المكية المنسوب لابن عربي في باب الإشارة من أنها تفسير حقيقي للقرآن، وأنها شرع ووحي كالأصل الذي نزل على الأنبياء تماماً. واستعمالهم التقية ضد المسلمين، وعداء مستحكم لهم كما ورد في المقالة نفسها(٢). إذا أضفنا هذا فإننا نتوصل إلى أن شوائب التفسير في الفكر الصوفي لها جذور عميقة في أفكار الفلاسفة وفي شوائبهم
(١) استعمال الرمز والإشارة في التفسير سمة مشتركة كأساس في التفسير الفلسفي والصوفي.
(٢) قال ابن عربي في الفتوحات المكية: "وما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته العارفين به من طريق الوهب الإلهي الذي منحهم أسراره في خلقه وفهمهم معاني كتابه وإشارات خطا به فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل. ولما كان الأمر في الوجود الواقع على ما سبق به العلم القديم كما ذكرناه عدل أصحابنا إلى الإشارات كما عدلت مريم عليها السلام من أجل أهل الإفك والإلحاد إلى الإشارة، فكلامهم–رضي الله عنهم– في شرح كتابه العزيز إشارات وإن كان ذلك حقيقة. وتفسير العامة منافقة ورد ذلك كله إلى نفوسهم"، ١/٣٦٤، الباب الرابع والخمسون في معرفة الإشارات. وقال: "وكما كان أصل تنزيل الكتاب من الله على قلوب أنبيائه كان تنزيل الفهم من الله على قلوب المؤمنين به"، ١/٣٦٥، المصدر السابق. وقال: "وإذا كان الأصل المتكلم فيه إنما هو من عند الله لا من فكر الإنسان ورويته، وعلماء الرسوم يعلمون ذلك فينبغي أن يكون أهل الله العاملون به أحق بشرحه وبيان ما أنزل الله فيه من علماء الرسوم فيكون شرحه أيضاً تنزيلاً من عند الله على قلوب أهل الله كما كان الأصل"، ١/٣٦٥، المصدر نفسه.
(٢) قال ابن عربي في الفتوحات المكية: "وما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته العارفين به من طريق الوهب الإلهي الذي منحهم أسراره في خلقه وفهمهم معاني كتابه وإشارات خطا به فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل. ولما كان الأمر في الوجود الواقع على ما سبق به العلم القديم كما ذكرناه عدل أصحابنا إلى الإشارات كما عدلت مريم عليها السلام من أجل أهل الإفك والإلحاد إلى الإشارة، فكلامهم–رضي الله عنهم– في شرح كتابه العزيز إشارات وإن كان ذلك حقيقة. وتفسير العامة منافقة ورد ذلك كله إلى نفوسهم"، ١/٣٦٤، الباب الرابع والخمسون في معرفة الإشارات. وقال: "وكما كان أصل تنزيل الكتاب من الله على قلوب أنبيائه كان تنزيل الفهم من الله على قلوب المؤمنين به"، ١/٣٦٥، المصدر السابق. وقال: "وإذا كان الأصل المتكلم فيه إنما هو من عند الله لا من فكر الإنسان ورويته، وعلماء الرسوم يعلمون ذلك فينبغي أن يكون أهل الله العاملون به أحق بشرحه وبيان ما أنزل الله فيه من علماء الرسوم فيكون شرحه أيضاً تنزيلاً من عند الله على قلوب أهل الله كما كان الأصل"، ١/٣٦٥، المصدر نفسه.