…ثم إنهم لم يعتدوا بقاعدة أن الصحابة كلهم عدول بل طعنوا بالكثير منهم(١) لا سيما من جاء في الحكم قبل علي بن أبي طالب – كرّم الله وجهه-، لذلك جاءت تفاسيرهم مغايرة من حيث السند ومن حيث البيان لما هو معهود في كتب التفسير من الطبري حتى يومنا هذا.
(١) قال الفيض الكاشاني في لمز الصحابة: "فكانوا يفسرونه لهم بالآراء ويرون تفسيره عمن يحسبونه من كبرائهم مثل أبي هريرة وأنس وابن عمر ونظرائهم". ص١١، ديباجة الكتاب، وقال: "وكانوا يعدون أمير المؤمنين عليه السلام من جملتهم ويجعلونه كواحد من الناس. وكان خير من يستندون إليه بعده ابن مسعود وابن عباس، فمن ليس على قوله كثير تعويل ولا له إلى الباب الحق سبيل وكان هؤلاء الكبراء ربما يتقولونه من تلقاء أنفسهم غير خائفين من مآله. وربما يسندونه إلى الرسول - ﷺ -، ومن الآخذين عنهم من لم يكن له معرفة بحقيقة أحوالهم لما تقرر عندهم أن الصحابة كلهم عدول ولم يكن لأحد منهم عن الحق عدول. ولم يعلموا أن أكثرهم كانوا يبطنون النفاق ويجترئون على الله ويفترون على رسول الله - ﷺ - في عزة وشقاق. فكان لهم في كل قرن رؤساء ضلالة.. فتباً لهم ولأدب الرواية". ص١١، الديباجة. وقال: "والتفاسير التي صنفها علماء العامة من هذا القبيل فكيف يصح عليها التعويل". ص١٢، ديباجة كتاب تفسير الصافي.
وانظر طعنه بعثمان وأبي ذر وتشبيهه بقتلة الحسن والحسين باليهود في رواية سبب نزول الآية ٨٦ من سورة البقرة عن القمي. وقد كذب الصحابة بعضهم بعضاً، وقول أبي ذر لكعب الأحبار يا ابن اليهودية إلى غير ذلك من المزاعم التي لا تثبت أمام النقد والتمحيص.
وانظر طعنه بعثمان وأبي ذر وتشبيهه بقتلة الحسن والحسين باليهود في رواية سبب نزول الآية ٨٦ من سورة البقرة عن القمي. وقد كذب الصحابة بعضهم بعضاً، وقول أبي ذر لكعب الأحبار يا ابن اليهودية إلى غير ذلك من المزاعم التي لا تثبت أمام النقد والتمحيص.