…وقالوا بالرمز والإشارة فساهم عند بعضهم الإيغال في الباطنية(١) ومنهم

(١) ومنهم الإسماعيلية وهم الاسم الحقيقي للفاطميين العبيديين وقد لقبوا بسبعة ألقاب هي: الباطنية، والقرامطة، والحرمية، والسبعية، والبابكية أو الخرمية، والحمّرة، بالإضافة إلى الإسماعيلية. وإليك مقتطفاً من رسالة بعث بها أحد المسؤولين منهم وهو عبيد الله بن الحسن القيرواني إلى سليمان بن الحسن بن سعيد الجناني، لنقف على حقيقة القوم: ".. وإنني أوصيك بتشكيك الناس في القرآن والتوراة والزبور والإنجيل وبدعوتهم إلى إبطال الشرائع، وعلى إبطال المعاد والنشور من القبور، وإبطال الملائكة فإن ذلك عون لك على القول بقدم العالم". وقال: "وينبغي أن تحيط علماً بمخاريق الأنبياء ومناقضاتهم في أقوالهم كعيسى ابن مريم قال لليهود: لا أرفع شريعة موسى ثم رفعها بتحريم الأحد بدلاً من السبت، وأباح العمل في السبت، وأبدل قبلة موسى بخلاف جهتها. ولهذا قتلته اليهود لما اختلفت كلمته، ثم قال له: ولا تكن كصاحب الأمة المنكوسة حيث سألوه عن الروح فقال: الروح من أمر ربي. لما لم يحضره جواب المسألة. ولا تكن كموسى في دعواه التي لم يكن له عليها برهان سوى المخرقة بحسن الحيلة والشعبذة. ولما لم يجد المحقَّ في زمانه = = عنده برهاناً قال له ﴿ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾ (الشعراء: ٢٩)، وقال لقومه: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ (النازعات: من الآية ٢٤) لأنه كان صاحب الزمان في وقته". انظر ص ٢٨٠-٢٨١، الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط٣، ١٩٧٨م. وفي بقية الرسالة يتعجب ممن يدعي العقل ولا يتزوج من أخته أو ابنته الحسناء ويحرمها على نفسه. مخوفاً بغائب لا يعقل وهو الإله الذي يزعمونه، ورأى أن النار والجحيم وعذابها ما هو إلا ما فيه أصحاب الشرائع من التعب والنصب في الصلاة والصيام والجهاد والحج.


الصفحة التالية
Icon