…إن فكرة فواتح السور أنها إشارات وبيانات موسيقية بدعة ضالة حديثة وشائبة شابت التفسير نزع إليها زكي مبارك صاحب كتاب النشر الفني وقد استلهمها من المستشرق مسيو بلانشو(١). فقال: "عرض علي تأويلاً جديراً بالدرس والتحقق وفي رأيه أن الحروف ألم – ألر – حم – طسم هي كالحروف ﷺ.O.I التي توجد في بعض المواطن Chanson de gest فهي ليست Neumes أي إشارات وبيانات موسيقية يتبعها المرتلون. وقد كانت الموسيقى القديمة بسيطة يشار إلى ألحانها بحرف أو حرفين أو ثلاثة. وكان ذلك كافياً لتوجيه المغني أو المرتل إلى الصوت المقصود – وفي الكنيسة المسيحية في أوروبا حيث لا تزال تحفظ تقاليد الغناء الجريجوري. وفي أثيوبيا مثلاً يوجد اصطلاح موسيقي مشابه لذلك فإن رئيس المرتلين يبدأ الصوت بالحروف التي تذكر (بألم) في القرآن أو ﷺ.O.I. في نشيد (رولان).
…ويميل الدكتور زكي مبارك إلى هذا الرأي فيقول: "ويؤيد رأي المسيو بلانشو أن (ألم) تنطق هكذا عند الترتيل: ألف لام ميم فهي ليست رموزاً ولكنها رموز صوتية"(٢).

(١) الطاهر، علي نصوح، أوائل السور في القرآن الكريم، ص ١٦.
(٢) الطاهر، علي نصوح، أوائل السور في القرآن الكريم، ص ١٦، عن كتاب عن القرآن لمحمد صبيح، ص١٣٣.


الصفحة التالية
Icon