…لقد عثرت بين أوراق الشيخ رشيد الخاصة على قصاصات جريدة (أبي نظارة) التي كانت تصدر في القطر المصري، وتحت عنوان هذه فتوى نقل عن جريدة الشورى ما يلي: "أقامت مطربة الشرق الشهيرة (الآنسة أم كلثوم) إحدى حفلاتها الفنية الراقية. وما كاد يرفع الستار حتى كانت بأحد (ألواج) المسرح نخبة من أشهر علماء الإسلام. وأنبغ زعمائه ومفكريه، ومن بينهم الأمير شكيب أرسلان، والأستاذ محمد علي طاهر، ويتقدم الجميع محمد رشيد رضا، وما أن استقر بهم المجلس حتى قال صاحب (الشورى) متسائلاً: وهل يجوز سماع أم كلثوم؟ فأجابه الشيخ رشيد بقوله: كيف لا ؟ وأنت تراني هنا فقال الأمير شكيب عند ذلك: هذه فتوى" وقال الأمير مرتجلاً:
رؤوس تغطى بثلج المشيب
تميل من (الطرب) المستمر
أتيح لنا سمع آياتها | ولكنما النار من تحتها |
فعدته نفسي من بختها
…وقد عقب صاحب جريدة (أبو نظارة) بقوله: فهل بعد هذا يتشدق المتشدقون بأن الفن الموسيقي الجميل هو من المحرمات والمنكرات؟ أم أن حضرتهم اطلعوا على ما لم يطلع عليه أمثال هؤلاء الأفذاذ، وأدركوا ما لم يدركوه من أحكام الإسلام وأصوله وفروعه؟