…تلك أدلة عشرة في أي منها كفاية لتفنيد فتوى الشيخ عبد الكريم الخطيب ومن قال بمثل قوله. وهذه مستندات صحيحة من الشرع الشريف. وعليه فما جاء به أصحاب المدرسة العقلية الحديثة من إباحة التصاوير والرسم والنحت شوائب محضة لا تمت للتفسير بسبب ولا نسب، ومن ينظر في أقوال المفسرين(١) في حكم التصوير، وصنع التماثيل، وفي أقوال الفقهاء والمجتهدين يجد إجماعاً على تحريمها لعموم الأدلة. وعليه فتفسير الخطيب وفتواه لا مستند لها من الشرع.
…وأكتفي بهذا القدر في بيان شوائب التفسير في الفنون الجميلة حسب تعبير أصحاب الشوائب في التفسير وما حرمه الله لا ينبغي أن يوصف بالجمال. ولا بالفن. والمشرع عند الغرب هو الهوى والعقل، والمشرع عند المسلمين هو الله تعالى، وشتان بين تشريع الخالق وتشريع المخلوق. ولذا فإنني أستنكر كل الإنكار أن تدخل هذه الشوائب على المسلمين من باب التفسير لتخلع عليها زينة الشرع فتصبح المعاصي شرعية، والآثام طاعات، وتنقلب الأمور رأساً على عقب.
ولا حول ولا قوة إلا بالله

(١) انظر على سبيل المثال تفسير أحكام القرآن لابن العربي، ٤/١٦٠٠-١٦٠٢ وتفسير القرطبي ١٤/٢٧٢-٢٧٣. وانظر ١٤/٢٢١. وانظر تفسير الكياالهراسي، ٤/٣٥١، وأحكام القرآن للجصاص، ٣/٣٧٢.


الصفحة التالية
Icon