…وقال طنطاوي جوهري عند تفسير قوله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ (١) الجوهرة الأولى: الدعوة إلى الإسلام تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي والروسي والوثني ظهور للدين الإسلامي في العالم، وفي أفريقيا وآسيا وأوروبا(٢). والجوهرة الثانية: صيرها في فصلين: الأول في شدة المسلمين وهو خوف أوروبا من اتفاق المسلمين مع روسيا. والثاني في تحفز المسلمين لتلك الشدة بقيادة جمال الدين الأفغاني الذي نشر مبادئ الحرية وجعل هذا الفصل في مبحثين، الأول: في عدائه للمستبدين، شاه إيران الذي يحارب البهائيين، والسلطان عبد الحميد الذي سلم اثنين من البهائيين لشاه إيران. والجوهرة الثالثة: في شدة المسلمين في تحمل الاستعمار الإيطالي سنة ١٩١١ لطرابلس، وتحمل الدول النصرانية في البلقان سنة ١٩١٢، وكان ستون مليوناً من المسلمين تحت حكم بريطانيا العظمى، والمسلمون في الهند ينفذون وصية جمال الدين الأفغاني في تآخيهم مع الهندوس.. عبدة البقر، دون المسلمين في العالم(٣).
…كما جعل الحركات الوطنية والقومية لانفصالها عن الدولة الأم وتكوين كيانات منفصلة تدعو للحرية، جعل ذلك علامة تماسك العالم الشرقي الإسلامي(٤).
(٢) الجواهر في تفسير القرآن الكريم، م١١، ج٢٢، ص٨١-٨٢. والجوهرة في تفسير قوله تعالى ﴿ لِيُظهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾ (التوبة: من الآية ٣٣).
(٣) الجواهر في تفسير القرآن الكريم، م١١، ج٢٢، ص٨٧، ٨٨.
(٤) الجواهر في تفسير القرآن الكريم، م١١، ج٢٢، ص٨٨، ٨٩.