…وأما الجوهرة الرابعة فكانت عن الجامعة الإسلامية وصورها بأنها المشاعر النفسية الوجدانية واستوى فيها الأحرار والمتعصبون الجاهلون الرجعيون. وعزا عداء المسلمين للغرب ليس لسيطرتهم عليهم بل لمجرد الإفراط والغلو في التعصب. ورأى أن المسلمين في دور النهضة والانتقال لاسترداد مجدهم الفائت تحت قيادة الأحزاب الوطنية وأحزاب الجامعة الإسلامية وحركة الإصلاح الحديث(١).
…اللافت للنظر قلب الأمور وتسميتها بعكس مسماها فقد عد ضعف المسلمين وانكسار شوكتهم، وتمزيق كيانهم فتحاً وشدة وقوة ونهضة!! وخلاصة معنى الفتح عند طنطاوي جوهري إنه الفتح العلمي، وقد عدّ السيد أحمد خان مؤسس جامعة عليكرة قد مدّ الفتح العلمي كما في الآية. وقال إن المسلمين كانوا حكام الهند، ولما دخل الإنجليز الهند انتشر العلم فيها وغض الطرف عنه المسلمون وحقروه فزال ملكهم في القرن الثامن عشر(٢).
…والجدير بالذكر أنه يعد ذلك ديناً وعبادة، وقال ستكون صلاة أمم الإسلام المستقبلة الذين سيقرؤون هذا وأمثاله غير صلاة آبائهم. فهم لا يدخلون فيمن قال الله فيهم ﴿ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى ﴾ (٣)، وإنما لا يكسلون لأنه فتح لهم باب المعرفة، فأدركوا سر الحركات، فهم إذ ذاك يصلون بمحض المحبة لا بالخوف. ويقولون: إذا كنا نحن المسلمين نستعمل حركات الجسم المشابهة لحركات الصلاة، اختياراً منا لا خوفاً وذلك لأجل صحتنا فليكن ذلك الاختيار والقيام بالحركات المذكورة في الصلاة أولى لأن فيها تقوية الجسم.." (٤).
(٢) الجواهر في تفسير القرآن الكريم، م١١، ج٢٢، ص٣٦-٤٢.
(٣) سورة النساء، الآية: ١٤٢.
(٤) الجواهر في تفسير القرآن الكريم، م١١، ج٢٢، ص٣٦.