…مما سبق ندرك أن الرابطة عند طنطاوي جوهري التي توحد المسلمين ليست هي الإسلام الذي أنزله الله تعالى على سيدنا محمد - ﷺ -. بل هو العلم الذي جاء به الاستعمار الذي سيطر على المسلمين، والكلام بجملته ينمُّ عن عقيدة باطنية وقى الله المسلمين شرّها.
…وقال الشيخ محمد مصطفى المراغي: "إن في إمكان أي حكومة إسلامية أن تخرج عن دينها فتصبح حكومة لا دينية، وليس في هذا مانع من أن يبقى الشعب على إسلامه، كما هو الحال في تركيا الجديدة(١)، ويفهم من كلامه أن الدين يلزم للشعب ولا يلزم للحكومة فما هو الرابط يا ترى بين الحكومة والشعب، وهل يجيز الإسلام تعدد الحكومات؟".
…وقال مصطفى السباعي: "إن الذي يبنى بيتاً للسكن –للإيجار- يتخير أجود مواد البناء قوة وجمالاً، ولو كلَّفه ذلك مالاً وعناء، والقومية العربية بيت للسكن، لنسكن نحن وأبناؤنا والأجيال اللاحقة بنا"(٢) فالدكتور السباعي اختار القومية العربية لتكون وسطاً سياسياً يجمع الناس ويتسع للأجيال القادمة وعلينا أن نتخير المفاهيم والأفكار الجديدة التي تريحنا في العيش.
…وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: "وقد اختلفت الدعاة إليها (القومية العربية) في عناصرها، فمن قائل إنها الوطن، والنسب، واللغة العربية، ومن قائل إنها اللغة مع المشاركة في الآلام والآمال، ومن قائل غير ذلك، أما الدين فليس من عناصرها عند أساطينهم والصرحاء منهم، وقد صرح كثير بأن الدين لا دخل له في القومية، وصرّح بعضهم أنها تحترم الأديان كلها من الإسلام وغيره"(٣).
(٢) د. السباعي، مصطفى، اشتراكية الإسلام، ص١٢، ط٢، سلسلة اخترنا لك ١١٣ دمشق -١٣٧٩هـ/١٩٦٠م.
(٣) ابن باز، عبد العزيز، نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع، ص٨، المكتب الإسلامي بيروت، ط٢، ١٤٠٠هـ.