…وقال: "وهدفها كما يعلم من كلامهم هو التكتل والتجمع والتكاتف ضد الأعداء، لتحصيل المصالح المشتركة كما سلف، ولا ريب أن هذا غرض نبيل وقصد جميل"(١).
…وأما أبو الأعلى المودودي: "فقد اشترك والشاعر محمد إقبال في استعمال القومية الإسلامية(٢)، وعاب بل سفه أحلام من يدعون للقومية بمفهومها الضيق بالدعوة إلى الانتماء إلى صدفة الميلاد، والرقعة الجغرافية، وكذلك جعل اللغة لا تصلح لربط بني الإنسان بعضهم مع بعض وجعل وحدة العقيدة والفكر هي الأساس الصالح، والمجال الواسع، والرباط الثابت المتين الذي يصلح لرص صفوف بني آدم(٣)، وقرر المودودي أن الإسلام قوض أسس الجاهلية المادية والحسية والوهمية التي كانت تبني عليها مختلف القوميات في العالم، ومحا ما بين البشر من فروق أساسها اللون أو الجنس أو الوطن أو اللغة أو الاقتصاد أو السياسة أو ما إليها من الأسس التي تستند إلى عقل، والتي اتخذها الإنسان جهلاً وحماقة ذريعة لتقسيم الإنسانية وتفريق البشرية"(٤).
…وعليه فإن المودودي ينكر أن تكون القومية الوطنية روابط تصلح لربط بني الإنسان بل على العكس هي روابط أدعى إلى التقسيم والتفريق منها إلى التجميع والتأليف بين الناس.
…ويرى أن القومية الإسلامية هي الصالحة لربط وتجميع بني الإنسان. ويكون المودودي قد أتى بمصطلح جديد فأطلق على الإسلام بأنه قومية.
تفنيد الشوائب السابقة:

(١) المصدر السابق، ص٨، ٩. لقد كان الشيخ ابن باز موفقاً في نقض القومية العربية بالحجة والبرهان.
(٢) المودودي، أبو الأعلى، الحكومة الإسلامية، ص١٦٢، المختار الإسلامي للطباعة والنشر، القاهرة، نقله إلى العربية، أحمد إدريس، ط١، ١٣٩٧هـ - ١٩٧٧م.
(٣) المودودي، أبو الأعلى، الحكومة الإسلامية، ص ١٧٤.
(٤) المودودي، أبو الأعلى، الحكومة الإسلامية، ص ١٥٠.


الصفحة التالية
Icon