إن جميع ما ورد عن الوطنية أو القومية لا يمت للتفسير بسبب ولا نسب بل هي أفكار تداعب عقول قائليها مستوردة ووافادة لا أصالة لها في ديننا لذلك من الحيف أن يحاول البعض أن يجد لها سنداً من الشرع أو اللغة، ومن الظلم أن نجد الحديث عنها في كتب التفسير أو زجها في أبحاث إسلامية.
روابط القومية والوطنية، روابط ضيقة، وبدائية، وعاجزة عن التجميع، وخالية من الفكر بل لا تصلح وتكون مؤقتة ثم تنقلب إلى عوامل تفكك وتناحر داخلي حالما يزول الخطر الخارجي، هذا فضلاً عن معارضتها للإسلام، وهي روابط يشترك فيها الطير والحيوان والإنسان.
إن واقع الدعوة إلى القومية والوطنية دعوة إلى فصل الدين عن الحياة وهي عقيدة تناقض عقيدة الإسلام.
من النصوص التي تنهى عن رابطة القومية:
أ- قال - ﷺ -: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم) وغضب رسول الله - ﷺ - غضباَ شديداً عندما اختصم أحد المهاجرين مع أنصاري وقولهما: يا للمهاجرين، ويا للأنصار(١).
ب- وأخرج أبو داود في سننه عن النبي - ﷺ - أنه قال: (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)(٢).

(١) الحديث ثبت في صحيح البخاري برقم ٣٥١٨، كتاب المناقب، باب ما ينهى من دعوى الجاهلية، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج٦، ص٥٤٦.
(٢) الحديث أخرجه أبو داود برقم ٥١٢١.


الصفحة التالية
Icon