١- قال الشيخ محمد عبده في تقرير للورد كرومر، المندوب البريطاني في مصر، في معنى الجامعة الإسلامية، حيث تكلم كرومر في تقريره الأخير عن الجامعة الإسلامية كلاماً يؤيد الذين أظهروا يقظة المسلمين في غير شكلها(١) وأورد الشيخ محمد رشيد رضا قول الشيخ محمد عبده وإليك بعضه: "أوكد لمسيو هانوتو أن هذه الدعوة (توحيد كلمة المسلمين وجمع السلطة الدينية والسياسية في شخص واحد في جميع البلاد الإسلامية) لم يوجد لها أثر إلى اليوم في بلد من بلاد المسلمين ولو خطا خطوة إلى معرفة أحوالهم على ما هي عليه لما خطر بباله أن يشير إلى هذه الدعوة فضلاً عن أن يبنى عليها حكماً وإن ما علق بالأوهام منها فإنما منشؤه سوء فهم بعض مسيحيي الشرق ثم انعكاس ذلك في أذهان سياسيي الغرب، وقد يكون لسوء نية بعضهم مدخل في تعظيم ما توهم فيها"(٢) ثم قال: "وإني أعرض الحقيقة كما هي لا يغشاها ستار من تمويه، ولا غطاء من تلبيس، وأرجو أن يكون في هذا البيان ما يقنع مسيو هانوتو بحسن مقاصد المسلمين اليوم في كلامهم عن الدين"(٣). والحقيقة التي كشفها هي قوله: "أما السعي في توحيد كلمة المسلمين وهم كما هم فلم يمر بعقل أحد منهم ولو دعا إليه داع لكان أجدر به أن يرسل إلى مستشفى المجانين"(٤).
…فالشيخ محمد عبده يرى أن من يعني بالجامعة الإسلامية توحيد كلمة المسلمين في جميع بلاد المسلمين في سلطة واحدة أجدر به أن يرسل إلى مستشفى المجانين، ولا أظن عاقلاً منصفاً بعد هذا التصريح يقول إن الشيخ محمد عبده يدعو للجامعة الإسلامية بما تعنيه هذه الكلمة.
(٢) رضا، محمد رشيد، مجلة المنار، م١٠، ٣/٢٠٠، مقالة الجامعة الإسلامية.
(٣) المصدر السابق.
(٤) رضا، محمد رشيد، مجلة المنار، م١٠، ج٣، ص ٢٠٧.