٤- د. عبد الرزاق أحمد السنهوري: لقد حصل عبد الرزاق السنهوري على درجة الدكتوراة من جامعة السوربون سنة ١٩٢٦ باللغة الفرنسية على كتاب فقه الخلافة وتطورها لتصبح عصبة أمم شرقية بإشراف المستشرق الفرنسي لامبير. ترجمته ابنته إلى العربية سنة ١٩٨٨م، حرص السنهوري في رسالته على إيجاد نظام بديل للخلافة الراشدة التي تتم بالبيعة لا بالوراثة، وقد اقترح لذلك إنشاء منظمة إسلامية دولية، وهي صورة عصرية للخلافة تقوم على مبدأ السيادة للشعب لا للشرع. والفصل بين السلطات، والحريات للأفراد والشعوب، وخلص في خاتمة الكتاب إلى إنشاء عصبة أمم شرقية تتمشى مع الاتجاه العالمي نحو التكتل والتجمع الذي نتج عنه وجود (عصبة أمم عالمية) في جنيف، واتحادات للدول الأمريكية والسوفياتية بل والأوروبية، والأفريقية بعد ذلك، وسمى مشروعه خلافة ناقصة لأنها لا تستوفي شروط الخلافة الراشدة الكاملة.
…وكخطوات عملية لهذه الوحدة المقترحة دعا إلى بدء حركة علمية لتجديد الفقه الإسلامي وتدوينه وتقنينه في صورة عصرية وتطبيقه تدريجياً بصفة عملية. ودعا إلى وجوب سعي الشعوب العربية والإسلامية للتحرر والاستقلال على أساس وطني بسبب اختلاف ظروف كل منها. ودعا في الميدان السياسي إلى وجوب وجود حركات سياسية وأحزاب عصرية في كل قطر تدعو إلى إقامة منظمة دولية إسلامية أو جامعة للدول الشرقية (الإسلامية) (١) ونلخص مشروعه باقتباس مقتطفات من كلامه في الخاتمة كنتائج نهائية لدراسته: حيث توجد ثلاثة أفكار أساسية من المهم التركيز عليها:
أ- بما أنه يستحيل اليوم تصور إقامة نظام الخلافة الراشدة أو الكاملة فلا مناص من إقامة حكومة إسلامية ناقصة وذلك على أساس حالة الضرورة للظروف التي يمر بها العالم الإسلامي حالياً.

(١) د. السنهوري، عبد الرزاق أحمد، فقه الخلافة لتصبح عصبة أمم شرقية، ص ١٤، ص ١٥، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٨٩م.


الصفحة التالية
Icon