٧- الشيخ عبد الحميد السائح: قال: "ونحن لا نقصد أن نجمع العالم الإسلامي في حكومة واحدة، فهذه فكرة أصبحت بعيدة المنال بعيدة التحقيق، والتفكير بها يؤدي إلى عدم تحقيق أي هدف صحيح، وإنما نقصد إيجاد وحدة فكرية إسلامية، وتضامن إسلامي على حماية العقيدة الإسلامية ونشر الثقافة الإسلامية، وإذاعة المبادئ الإسلامية، فهذا أحسن علاج لمحاربة المبادئ الهدّامة المستوردة"(١)، ثم تحدث عن نشر اللغة العربية في العالم الإسلامي وعدّها مكسباً وأنه سيؤدي إلى تضامن إسلامي قد يكون له أثره البارز في تعزيز السلام والخير العام للبشر(٢).
…ومن يدقق في مقولة الشيخ السائح يجد بوضوح أن الوحدة بالمفهوم الإسلامي الذي يتبادر إلى الأذهان من اللفظ غير وارد عنده بل يراه عائقاً عن تحقيق أي هدف صحيح، وصرّح أنه ليس هدفه ولا مقصده. فيبقى ما رجحه وهو أن الوحدة الفكرية والتضامن والعقيدة التي يعنيها هي الثقافة التي تدعو لها أجهزة الإعلام المختلفة من ثقافة مختلطة من جميع الأديان ويقصرون الناس على القول إنها إسلامية، ويكرهون المسلمين على الاعتقاد بها كرهاً مصحوباً بتهديدات أجهزة الحكام الأمنية لكل من يخرج عن مفاهيم الوحدة الإسلامية حسب مفهومهم.
مفهوم الوحدة الإسلامية في الإسلام:
…لقد حددت النصوص الشرعية معالم الوحدة الإسلامية، وطبقها الرسول - ﷺ - والخلفاء الراشدون من بعده وانعقد عليها إجماع الصحابة رضوان الله عليهم.
(٢) المصدر السابق، ص ١٤.