٣- طنطاوي جوهري والخلافة: قال عن مدة حكم الخليفة: "ولا يجوز أن تتعدى خلافته مدة حياته ثم بعد موته ينتخبون سواه، بل أقول أكثر من ذلك لتكن خلافته إلى مدة معينة، وبعد تمامها يعاد الانتخاب ولا مانع من إعادة انتخابه مرة أو أكثر"(١).
…وقال: "هكذا هنا العناية الإلهية شاءت أن يكون لأمم الإسلام ١٣ قرناً يتخبطون فيها في أمر الخلافة وتبقى تبع السيف، وليس للعقل ولا للرأي ولا للشورى نصيب"(٢)، وقال: "والله يقول لنا أنا لما وجدت أن الأمم السابقة لم تبال بخوارق العادات جعلت النبوة اليوم راجعة للتفكير لا لخوارق العادات، أفليس هذا معناه أننا ننظر في الأمور ونزنها، فإذا وجدنا أسلافنا اتخذ أغلبهم الخلافة بالسيف فكان ذلك باعثاً على الشقاق والافتراق، أفليس يجدر بنا أن نقول الآن إنك يا رب أريتنا وفعلت معنا ما يفعله الموت مع الناس، فنحن طغينا في أمر الخلافة فأتت عاقبتنا، وسلبت منا الملك، وحكمت بتفريقنا جزاء تركنا الشورى، وأريتنا أن أصغر أمم الأرض لها رئيس ديني، ونحن (وإن كنا خير أمة أخرجت للناس) لم نقم بالحق في الخلافة، ولم نعطها إلا للقاهرين، فها نحن يا الله رجعنا عن جهلنا السابق، وامتثلنا أمرك، فليكن الخليفة هو من يصطفيه الرؤساء والأمراء في الإسلام، هذا هو الذي يجب الآن"(٣).
…أقوال الشيخ طنطاوي جوهري لا تستند إلى دليل فهي شوائب محضة، ويقوّل الرب ما لم يقل، ويجعل العقل يحل محل النبوة، وجعل الخلافة جهلاً، والحكم بغير ما أنزل الله امتثالاً لأمر الله فلا حول ولا قوة إلا بالله.
(٢) جوهري، طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن، م١٠، ج٢، ص ٢٦١.
(٣) جوهري، طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن، م١٠، ج٢، ص ٢٦١.