رابعاً: الحكومة التي تحكم المجتمع الإسلامي، وتقوم عليه من بين المسلمين هي حكومة إسلامية، وقد تكون مؤمنة وقد لا تكون(١).
…وعلى هذا فإن الحكم في أي مجتمع (مسلم) هو حكم إسلامي، أو هو خلافة إسلامية(٢).
…وقال: "وقد استجابت الحكومات في كثير من الشعوب الإسلامية لهذا الشعور فنصت دساتيرها على أن دولتها (دولة إسلامية) وكانت مصر أشد هذه الشعوب تمسكاً بهذا الاسم، وأكثرها وفاء له فكان كل دستور من دساتيرها يحمل هذه المادة (الدين الرسمي للدولة هو الإسلام). وقد حرص ميثاق إعلان الوحدة بين الجمهورية العربية المتحدة، وسورية والعراق على تأكيد هذه الحقيقة، وإبرازها فنص على أن دين الدولة الإسلام، وهذا يعني أن الحكومة حكومة إسلامية، أو خلافة إسلامية على الوجه الذي قررناه"(٣).
…ثم يفترض د. الخطيب اعتراضاً على قوله الأخير هذا ويجيب عنه بالآتي:
أولاً: إن الصورة التي قام عليها الحكم الإسلامي في الصدر الأول للإسلام ليس شريعة من شرائع الدين، وإنما هو نظام رآه المسلمون قادراً على القيام بحاجات الحياة التي يحيونها، وللمسلمين في أي مجتمع، وفي أي عصر أن يقيموا حكومتهم الإسلامية على الوجه الذي يرونه مناسباً لأحوالهم وأزمانهم(٤).

(١) المصدر السابق ص ٣٨٦.
(٢) الخلافة والإمامة ديانة وسياسة. د. عبد الكريم الخطيب، ص ٣٦٩.
(٣) الخلافة والإمامة ديانة وسياسة. د. عبد الكريم الخطيب، ص ٣٧٠-٣٧١.
(٤) الخلافة والإمامة ديانة وسياسة. د. عبد الكريم الخطيب، ص ٣٧١.


الصفحة التالية
Icon