ثانياً: الحكم الفردي ليس من طبيعة الروح الإسلامية إذ الإسلام يدعو المسلمين إلى التشاور فيما يعرض لهم في الحياة، ونظام الحكم الجمهوري لا يتفق مع روح الإسلام فحسب، بل قد أصبح كذلك ضرورة من الضرورات، نظراً للقوى الجديدة التي انطلقت من عقالها في العالم الإسلامي(١).
ثالثاً: إن تعدد أوطان المسلمين لا يحول دون قيام وحدة إسلامية بينهم فالمشاعر الدينية التي بين أبناء الدين أقوى من أية رابطة تربط الإنسان بالإنسان(٢).
…ثم عدّ جمال الدين الأفغاني أكبر دعاة المسلمين في العصر الحديث للوحدة الإسلامية(٣) ثم جاء بعده تلميذه عبد الرحمن الكواكبي يدعو إلى تلك الوحدة(٤).
…وفي هذا القدر كفاية لبيان صورة نظام الحكم في الإسلام في منظور د. عبد الكريم الخطيب، وأراه كله شوائب لأنه عارٍ عن الأدلة الشرعية وسأعرض الرد عليه وتفنيد أقواله بعد قليل إن شاء الله تعالى.

(١) الخلافة والإمامة ديانة وسياسة. د. عبد الكريم الخطيب، ص ٣٧٢، عن تجديد التفكير الديني في الإسلام لمحمد إقبال ص ١٨١.
(٢) المصدر السابق نفسه.
(٣) الخلافة والإمامة ديانة وسياسة. د. عبد الكريم الخطيب، ص ٣٩٠.
(٤) الخلافة والإمامة ديانة وسياسة. د. عبد الكريم الخطيب، ص ٣٩٤.


الصفحة التالية
Icon