…فهؤلاء عشرون حديثاً ونيّف، رواها أكثر من ستة عشر صحابياً، نطقت صراحة بلفظ الخلافة أو الإمامة أو الإمام، أو الخليفة في معرض اجتماع الصحابة ومعرض تفرقهم، وقد تخيّرت أن تكون الأحاديث من الصحيحين للرد على فرية أن النصوص لم تذكر الخلافة أو الإمامة، وأن الخلافة ليست من الدين، أو ليست من الشرع، أو أن الإسلام لا يوجد فيه نظام حكم معين، أو نحو ذلك مما ورد في شوائب التفسير في نظام الحكم في الإسلام، سواء ورد في كتب التفسير أو في الكتب التي خصصت لنظام الحكم في الإسلام. والغريب العجيب أن يعرض عن مثل هذه الأحاديث وهي تفوق المائة لو جمعت من كتب السنن كذلك، ويستقي أصحاب الشوائب معلوماتهم عن السير تومس أرنلد في كتابه الخلافة. وقد أشار علي عبد الرزاق إلى هذا الكتاب وأثنى عليه.
…وأما كيف يتم تنصيب الخليفة، فالنصوص وضحت ذلك بالبيعة، أي بالانتخاب، والأحاديث الشريفة كثيرة وقد مارسها الصحابة الكرام، وأجمعوا عليها. وكفى بإجماع أهل الدنيا أن الخلافة نظام حكم للمسلمين.
…قال د. مصطفى حلمي: "فاقتضت وحدة الأمة أن يجمعها نظام واحد وهو الخلافة دام نحو أربعة عشر قرناً من الزمان، أي منذ أن تولى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - الخلافة بعد رسول الله - ﷺ - وهذا النظام –أي نظام الخلافة- فضلاً عن كونه يجسد وحدة الأمة فإنه ينفرد عن باقي أنظمة السياسة والحكم في العالم كله بأنه (خلافة نبوية) ولكي تظل هذه الأمة في مجموعها حاملة رسالتها"(١).