…ولذلك فَشَكْلُ الحكم في الإسلام هو الخلافة وهو ليس ثيوقراطياً وهو ما عرف في التاريخ بالحق الإلهي. وهو مذهب نشأ في أوروبا فحواه أن السلطة مصدرها الله، وأن الدولة إنما هي نظام إلهي أي نظام من وضع الله(١). وهي في واقعها ضد المسيحي وإن تظاهر أصحابه بأنهم يستندون إلى الدين المسيحي(٢). فتلك شرعة، وشرعة الحكم في الإسلام مغايرة لا صلة بينهما، تلك من ابتداع أصحاب الحيل لفرض سيادتهم على الناس، وشرعة الخلافة من الله الواحد القهار، فالسيادة في نظام الحكم في الإسلام – في نظام الخلافة – لله وحده وليس لمخلوق حتى ولو كان الخليفة، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ (٣).

(١) د. حلمي، مصطفى، نظام الخلافة في الفكر الإسلامي، ص٩، دار الأنصار، القاهرة، ١٩٧٧م.
(٢) المصدر السابق، ص ١٠، عن القانون الدستوري والأنظمة السياسية، د. عبد الحميد متولي، ١/٣٤، وانظر النظم السياسية، د. محمد طه بدوي، ١/٤٧، ٤٨.
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٣٦.


الصفحة التالية
Icon