…والنظام الملكي في العالم على طرازين: الأول: يملك ولا يحكم كملكة بريطانيا. فهو رمز. والثاني: يملك ويحكم، بل يكون مصدر الحكم يتصرف في البلاد والعباد كيف يشاء وكما يهوى فهو مالكهم كما الحال في البلاد العربية. والخليفة لا ينبغي أن يكون رمزاً للأمة يملك ولا يحكم. وليس رمزاً لها يملك ويحكم كيف يشاء، بل هو نائب عن الأمة في تطبيق شرع الله. أي هو سلطان مقيد بكل أقواله وأفعاله وتصرفاته بما تتقيد به الأمة أي بالشرع. ولا يوجد ولاية عهد في نظام الخلافة بل يستنكرها. وما حدث في التاريخ ليس دليلاً شرعياً وهو يخالف الأحاديث الصحيحة. ويعد سوءاً في التطبيق. وأما مدة الخليفة في الحكم فهي مستمرة ما دامت شروط انعقاد الخلافة متوفرة فإذا انخرم أحد الشروط انتهت الخلافة. ويجب مبايعة خليفة آخر غيره في مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام حسبما دل عليه الشرع. وعليه فلا شبهة في أن يكون النظام الملكي له مستند من الشرع. فهو ليس شكلاً من أشكال الحكم التي يقدمها الشرع.