…إن المتخصص بدراسة الشوائب في التفسير في القرن الرابع عشر الهجري يجد تلاقياً كبيراً، وتشابهاً عظيماً في مراكز ثلاثة: في الهند بقيادة سيد أمير علي الذي يرى أن نصوص الحديث النبوي الشريف تستوي مع قصص ألف ليلة وليلة وقصص حاتم الطائي، من حيث الدراسة التاريخية. وفي مصر بقيادة زعماء المدرسة العقلية الحديثة الثلاثة حيث وصف القرآن والديانات بكليلة ودمنة. وفي تركيا بقيادة الشيخ سعيد النورسي الذي سطر فكره في رسائل النور. ولفهم حقيقة الشوائب اقتضى أن ندرك أن المصطلحات لا بد من فهمها على وجهها الذي يقصده صاحبه وليس على ما هو مشهور عند المسلمين، وتدل عليه اللغة. قال الشيخ محمد رشيد رضا: "فرأينا أن نشرح في صحيفتنا هذه الألفاظ حيناً بعد حين لأن كثيراً من القراء غير عارفين بها على الوجه الذي نستعمله".
…كما تقتضي الإحاطة بالشوائب الوقوف على تاريخ أصحابها. قال الشيخ محمد رشيد رضا: "من أخذ عن إنسان شيئاً وهو لا يعرف عن سيرته شيئاً بالمرة فلا بصيرة له بالمرة. ونستطيع أن نفهم من هذا القول أن الشيخ رشيد يذم من يمدح مدرسته وينافح عنها وهو لا يعرف حقيقة دعوته.
…والمطلع على المراكز الفكرية الثلاثة للتفسير يجد أنها كانت تحت النفوذ الإنجليزي. فالهند تسمى درة التاج البريطاني، ومصر كانت تحت الاستعمار البريطاني عندما نشأ فيها التفسير في هذا القرن. وكذلك تركيا فقد كانت تحت علمانية مصطفى كمال الذي أعانه الإنجليز على إنشاء دولته. وهذا مدعاة لمن هو منخدع في زعماء الشوائب أن يعيد النظر في موقفه منهم لعله يشاطرنا وجهة النظر أن المدرسة العقلية الحديثة هي المتزعمة لإدخال الشوائب في التفسير في القرن الرابع عشر الهجري.