كما سعوا إلى محاربة علماء المسلمين، علماء التفسير والفقه والحديث. وهذا يعني محاربة الإسلام نفسه، لأن علماء المسلمين هم حرّاس العقيدة والشريعة فهدمهم وهدم تراثهم يعني القضاء على الإسلام نفسه.
…ومثله الحرب على المصطلحات الإسلامية لعلوم الإسلام. فهي حرب على العلوم الإسلامية نفسها لأنه لا يعقل علم بدون مصطلحات. وحتى ما أدخلوه من الشوائب ليحل محل هذه المصطلحات فلا بد لها من معان تفهم على أساسها. والعلوم دون المصطلحات فكرة خيالية خادعة لا وجود لها.
…ومن النتائج أيضاَ دعوة الأجيال الحاضرة والمستقبلة لاستقبال القرآن بالفهم والتفسير دون علم بالمعارف اللغوية التي تعد آلة فهم القرآن، وبدون المعارف الشرعية. وأوهموهم أن فيهم القدرة على ذلك. بل إن الإسلام يدعو لذلك كما دعا جيل الصحابة رضوان الله عليهم، وهم أميون أهل جاهلية. وهذه فكرة خطيرة جداً.
…هذا بالإضافة إلى العمل على فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية عن طريق التأليف بغير لغة القرآن للمسلمين غير العرب، وترجمة القرآن والعلوم الإسلامية حتى ينسى القرآن العربي. وصدرت الفتاوى بالاجتهاد لمن لا يحسن العربية من النصوص المترجمة. فحلت التراجم محل القرآن، وكذلك شجعوا العامية. وأسندوا السلطة للمستشرقين على لغة القرآن في مجامع اللغة العربية. وجعلوا المناهج المدرسية والجامعية والحياتية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بالعامية. وفي هذا خطر على الإسلام والمسلمين. وبذلك تمت زعزعة أفكار العقيدة بتشديد الضربات على الإيمان بالغيب ومنها معجزات الأنبياء والجنة والنار وعلامات الساعة وغيرها.
…ومن النتائج الخطيرة النيل من القصة القرآنية بالتحريف والنظر إلى القرآن ككتاب أدب له القداسة في التلاوة فحسب وتجريده من معاني الحياة.


الصفحة التالية
Icon