وكذلك فصل أحكام المعاملات السياسية والاقتصادية والتعليمية والعقوبات عن الإسلام وجعلها من حق البشر وولاة الأمور. وأنه لا تعبد فيها. وهذا من أشد الأفكار خطورة على أذهان المتعلمين من المسلمين. فكأن أحكام المعاملات نزلت عبثاْ أو لمجرد التلاوة.
…ومثل ذلك التوفيق بين الإسلام والحضارة الغربية. وفكرة التوفيق تعني تعديل الإسلام، وتحويره ليتوائم مع غيره. ومن مظاهر هذا التوفيق الزعم أن الاشتراكية والديموقراطية، والوطنية والقومية، وفصل الدين عن الحياة دعوات إسلامية، وكذلك حرية الرأي المطلق، والاعتقاد والحريات الشخصية.
…ولا يقل عما سبق خطورة الفكرة على تركيز الدعوة إلى الإسلام دون العمل لإيجاد كيان يطبقه. وألقوا في روع المسلمين وبخاصة المتعلمين، أنه يمكن الدعوة إلى الإسلام تحت حكم الكافر المستعمر، أو تحت حكم يحكم بغير ما أنزل الله. وأوحوا لهم أن الدعوة إلى دولة تطبق الإسلام فكرة خيالية، أو مستحيلة التطبيق وزعموا أن الدعوة إليها فتنة. بل أنكر بعضهم وجود نظام حكم للإسلام. ونادى بعضهم بتعدد الدول، وبالحكم على الحكومات الملكية والجمهورية على الطراز الغربي أنها إسلامية. قانعين بتسجيل جملة دين الدولة الإسلام في الدستور ولو كانت جميع بنود الدستور تناقض الإسلام.