…ومن النتائج المشبوهة كذلك؛ الدعوة إلى الوحدة الإنسانية، أو وحدة الأديان، أو تآخي الملل. ومن مظاهرها تفسير القرآن بالتوراة والإنجيل. وعدم تكفير أهل الكتاب. وترخيص زواج المسلمة من الكتابي، واتحاد الكافر مع المسلم في القطر الواحد. والتخلي عن وحدة المسلمين في الأقطار المتعددة. وصاحب ذلك صياغة الواقع والتفسير والفقه صياغة تقرب الأسرة المسلمة من الأسرة الغربية، وقد كان نظام الأسرة المسلمة إلى عهد قريب من العلامات الفارقة بين الإسلام والغرب الكافر في نظام حياته: في الزواج والطلاق وأحكامها، والحرية والسفور والاختلاط، وإلغاء دور المحرم في النكاح والخلوة بالأجانب وغيرها.
…بالإضافة إلى استحداث طرق في التفسير تبعد الناس عن الأحكام التفصيلية. وتفصل المطلق عن المقيد، والعام عن الخاص، والمجمل عن المبين. والناسخ عن المنسوخ بل أخذ بالمنسوخ وأهمل الناسخ وفي هذا خطر عظيم على التفسير، وعلى المفاهيم التي تنتج عنه.
…وأختم النتائج بما شاع من ذر قرن الخلاف بين المسلمين وبين الملل والنحل الأخرى داخل القطر الواحد بأساليب شتى، ويتظاهرون بالحرص على الإسلام. والنتيجة هي تعميق الخلاف، وحفر خنادق بين المسلمين تحول دون وحدتهم. وأبرزها الدعوة إلى الحدود المصطنعة التي رسمها الكافر المستعمر للمسلمين باسم القومية والوطنية، وتركيز الانفصال باسم الاستقلال. ثم يليها في البروز خلق العداء بين السنة والشيعة حتى صارت هذه الألفاظ أعلاماً على خصمين لا يلتقيان. مع أن هذه الفواصل لم تكن بارزة في المجتمع الإسلامي عبر العصور بالشكل الذي نراه اليوم. وفي الوقت نفسه ينظرون إلى الكافر المستعمر كأنه ولي حميم.