هذه أهم النتائج الفكرية التي أدخلتها الشوائب للتفسير في هذا القرن. ننبه إليها ونحذر من الوقوع في شَرَكها ونلفت الأنظار إليها لأخذها بعين الاعتبار في الإحجام عنها، والتنفير منها والتشهير بها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
…وبعد.. فإنني أرجو أن يكون عملي هذا لبنة صالحة أسهم بها في الدراسات التفسيرية، وهي جهد المقل، وبقدر ما سمحت به الظروف وأرجو أن تكون هذه الرسالة فاتحة عهد جديد لمن يأتي بعدي من الباحثين والدارسين ليكملوا النقص في هذه الرسالة، ويسدوا الخلل في الثغرات التي عجزت عن ملئها. ويثروا البحث في المسائل التي أوجزت فيها مسلطين بذلك الأضواء في الشوائب التي ملأت التفسير في القرن الرابع عشر الهجري وما تلاه.
وإتماماً للفائدة وإكمالاً للدراسة فإنني أقدم مقترحات وتوصيات أراها مهمة:
منها أن تتبنى الجامعة الإسلامية ببيروت التي أنبتت هذه الدراسة متابعة استخراج الشوائب من تفاسير القرن العشرين وترعى الأبحاث بما تستحق حتى تصبح الدراسة كزرع أخرج شطأه يعجب الزراع ليغيظ بها الكفار.
…لهذا فإنني أوجه الدعوة إلى المؤرخين من الباحثين الذين يهمهم أمر المسلمين أن يسلطوا الأضواء في تاريخ مؤسسي شوائب التفسير حتى يعرَف المسلمون عمن يأخذون إسلامهم، ويحيطون علماً برجال النهضة الحديثة. كما أني أوجه الدعوة للباحثين في الفكر السياسي للتبصّر في النهضة التي يزعم أننا ننعم بها، أو سائرون في دربها. ولمعرفة معنى الإصلاح المنشود عند رجال النهضة الحديثة، ولمعرفة العقيدة التي ينبثق عنها إصلاح القوم وعلاقة النهضة والإصلاح بفكر الرجال وأعداء الأمة. ليتجلى الحق والصواب في النهضة والإصلاح.