…قال د. عبد الكريم الخطيب: "إن النبي - ﷺ - حين كان يوحى إليه بآيات الله يسمع ما يوحى إليه لفظاً من جبريل، ومعنى من الله سبحانه وتعالى.. وعلى هذا المعنى يكون الضمير (نا) في قوله تعالى ﴿ قَرَأْنَاهُ ﴾ (١). عائداً إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى جبريل، أي أن الحق سبحانه وتعالى يقول للنبي: إذا قرأت القرآن عليك بمعناه، وقرأه جبريل عليك بألفاظه فلا تعجل بتحريك لسانك، بترجمة هذه المعاني إلى ألفاظ، بل تمهل وخذ الألفاظ التي يلقيها عليك جبريل، حتى تتحقق الصورة كاملة، للمطابقة بين اللفظ والمعنى. وعلى هذا المعنى يكون قوله تعالى ﴿ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ (٢). أي اتبع قراءة رسول الوحي جبريل وقف عند حدود الألفاظ التي يلقيها إليك، ولا تنازعه بما يسبقه إليه خاطرك من كلمات تريد أن تمسك بها من هذه المعاني التي قذفها الله سبحانه وتعالى في قلبك، قبل أن تفلت منك. وهذا المعنى الذي ذهبنا إليه لا نظن أحداً من المفسرين قد التفت إليه على كثرة ما توارد على هذه الآية من مختلف الآراء. فنرجو أن يكون هذا الرأي أقرب إلى الحق، وأدنى إلى الصواب"(٣).

(١) سورة القيامة، آية ١٨.
(٢) سورة القيامة، آية ١٨.
(٣) د. الخطيب، عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م١٥، ٢٩/١٣٢٤، تفسير سورة القيامة، الآيات ١٦-١٨.


الصفحة التالية
Icon