…يرى د. علي نصوح الطاهر أن الأحرف في فواتح السور مما استأثر الله بعلمه، أو أنها حساب الجمل (حساب يهود في علم التنجيم) (١). كما يرى أن كل حرف يدل على اسم من أسماء الله، أو على صفة من صفاته تعالى، أو على علم بعينه، أو على صفة تدل على ذات.
…ويرى طنطاوي جوهري في تفسير فاتحة سورة القصص: ﴿ طسم ﴾ الطاء: إشارة إلى طائفة، والسين إشارة لذل الطائفة واستعبادها. وهذه السين مذكورة في (يستضعف، ويستحيي وفي المفسدين) فالسين في الكلمتين الأوليين مذكورة في الإذلال. وفي الآخرة لتوجيه الفكر إلى صفة الظالمين وهو الإفساد. ولما كانت هذه الطوائف الضعيفة لا بد من نصرها كثر ذكر الميم في هذه المعاني إذ قال ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ ﴾ (٢). الخ فالميم في طسم تشير إلى جعلهم أئمة لأن الميم جاءت في الكلمتين، وفي جعلهم الوارثين وفي نمكنّ لهم في الأرض. إذن ﴿ طسم ﴾ في هذه السورة فيها ملخص السورة) (٣).
…وقال في تفسير سورة الشعراء: ﴿ طسم ﴾ و ﴿ كهيعص ﴾ كاف زكريا، وهاء هزي، وياء يحيى، وعين عيسى، وصاد صديقا، وطاء لأقطعن وأطمع، وميم الرحيم) (٤).

(١) انظر أوائل السور في القرآن الكريم، الطاهر، علي نصوح، ص ١٧-١٨ وما بعدهما، القاهرة، ١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م.
(٢) سورة القصص، آية ٥، ٦.
(٣) جوهري، طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن، م٧، ١٤/٨٧، وانظر م١٣، ٢٦/١١٨-١٣٠ من أسرار الم وتضمن العلوم التي تركها المسلمون في عصرنا كعلم التشريح وكعلم النبات وكعلم السفن والطرق والبحرية وكعلم الأجنة وغيرها كثير.
(٤) المصدر السابق، م٧، ١٣/٤.


الصفحة التالية
Icon