…ولا يحتاج هذا المسمى تفسيراً منا تعليقاً ولا تعقيباً أكثر من القول إنه لا مستند له لا من اللغة ولا من الشرع ومعارض لقوله تعالى ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ (١). وفيه فتح الباب للشر لا يعلم مداه إلا الله تعالى فهي شوائب محضة لا تمت للتفسير بسبب ولا نسب.
…وقال د. عبد الكريم الخطيب: إن بعض السور بدئ بحرف، وبعضها بحرفين، وبعضها بثلاثة أحرف، وبعضها بأربعة أحرف، وهذه بخمسة أحرف (حم عسق). وقال: وعلى هذا يمكن أن ينظر إلى هذه الحروف المقطعة على أنها أفعال، أو أسماء، ذات دلالات خاصة، يعرفها النبي، ويرى في أضوائها ما لا يراه غيره. وقد يشاركه في هذه الرؤية بعض المؤمنين الراسخين في العلم منهم. وفي هذه الرؤية ينكشف كثير من الأسرار والمعارف التي تحويها هذه الأحرف في كيانها فهي أشبه بصناديق مغلفة على كنوز من الأسرار والمعارف، يأخذ منها النبي ما شاء، على حين لا يأذن بشيء منها إلا لذوي البصائر من عباد الله الصالحين المقربين، ثم تظل مغلفة أسرارها دون من ليسوا بأهلها) (٢).
…وذهب الدكتور الخطيب في فاتحة سورة النور إلى أنها موسيقى تدق طبول الحرب أمام جحافل المجاهدين(٣). وهذا الرأي من الشوائب المستحدثة في القرن الرابع عشر الهجري نزع إليه زكي مبارك وهو مستمد من المستشرق مسيو بلانشو وهي إشارات وبيانات موسيقية يتبعها الملحنون(٤).

(١) سورة الشعراء، آية ١٩٥.
(٢) د. الخطيب، عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م١٣، ٢٥/١٦، تفسير سورة الشورى.
(٣) د. الخطيب، عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، مطلع تفسير سورة النور.
(٤) الطاهر – علي نصوح، أوائل السورة في القرآن الكريم، ص ١٦.


الصفحة التالية
Icon