…كانت شوائب التفسير في فواتح السور قديمة عبرت إلينا من الفلاسفة ثم تلاهم الصوفية وبعض الشيعة وأخيراً المعتزلة الجدد أو المدرسة العقلية الحديثة. وقالوا بأن الديانات رموزٌ وإشارات وهي مقصورة على أناس معينين. وأن القرآن مثل كتاب كليلة ودمنة فيه حكايات رمزية. ولا يخفى أن هذه الشوائب لا تمت للتفسير بصلة فهي عن اللغة العربية بعيدة، وعن المعاني الشرعية أكثر بعداً. والذي أراه وجه الحق في تفسيرها أنها أسماء للسور لأنه تواتر بعض أسماء السور بها نحو سورة ق، وطه، ويس، وصح البعض الآخر نحو الم البقرة، ألم آل عمران. وقد ورد هذا عن أسلم بن زيد رضي الله عنه. وهذا التفسير يوافق المأثور ويتفق مع اللغة. ولا يسمح للشوائب أن تتسلل إلى التفسير.
٣- شوائب التفسير في رسم القرآن الكريم.
…ورد في مجلة المنار ما نصه: "١٧- كتابة القرآن بالرسم العرفي: المعروف المشهور أن علماء الملة متفقون على وجوب كتابة المصاحف بالرسم الذي كتبها به أصحاب النبي - ﷺ - وأجمعوا عليها. وقد مست الضرورة لطبع مصحف مفسر بالرسم العرفي ليقرأه الجماهير قراءة صحيحة غير محرفة ويفهموه إذ علم بالتجربة أن أكثر الناس يخطئون في القراءة في هذا المصحف إلا من تلقاها من القراء وقليل ما هم. وسئلنا عن ذلك فأجبنا عنه بما رأيتموه في الجزء الثاني من منار هذه السنة من الجواز وتعليله"(١).