…وقال: "إذ أن النسخ للآيات القرآنية، ليس من شأنه أن يثبت قلوب المؤمنين، بل إنه يكون داعية من دواعي الإزعاج النفسي، بسبب تلك الآيات التي يعيش معها المسلمون زمنا، ثم يتخلون عنها"(١).
…وعندما اصطدم الدكتور الخطيب بالآيات التي تصرح بوقوع النسخ وتبديل الآيات قال: "وإذاً فلا نستصحب هذا الحكم، ونحن ننظر في الآيات التي يقال إنها ناسخة أو منسوخة. بل ننظر في تلك الآيات نظراً منقطعاً عن كل تأثير لهذا المفهوم(٢).
…وبهذا يتضح للعيان أن الشيخ عبد الكريم الخطيب يطبق رأي الشيخ محمد رشيد رضا في النسخ ويصر على إنكاره. فهي شوائب لا تمت للتفسير بصلة لمعارضتها الكتاب والسنة والإجماع.
إن أقوال د. الخطيب تنبع من عقله الحر لا من نصوص الوحي التي تتعارض وتتناقض مع أقواله هذه منها قوله تعالى ﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (٣) ومنها قوله تبارك وتعالى ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ (٤). فموقف الدكتور الخطيب ومن قلده يشبه موقف كفار قريش من النسخ.
أطلق على النسخ في الأحكام بما لا يليق بقدسية القرآن الكريم من الألفاظ ومنها إحالة على المعاش، جثث الموتى، تحنيط، دواعي الإزعاج النفسي. وهذا يدل على ولائه لعقله الحر أكثر بكثير من ولائه لكلام رب العالمين. مع أن النسخ قضية شرعية وليست عقلية. وقد انعقد إجماع الصحابة الكرام على وقوع النسخ.
(٢) د. الخطيب، عبد الكريم محمود، التفسير القرآني للقرآن، م١، ١/١٢٨.
(٣) سورة البقرة، آية ١٠٦.
(٤) سورة النحل، آية ١٠١.