٦- شوائب التفسير في معنى المحكم والمتشابه:
…قال محمد عزت دروزة: (إن محتويات القرآن نوعان متميزان وهما الأسس والوسائل. وأن الجوهري فيه هو الأسس لأنها هي التي انطوت فيها أهداف التنزيل القرآني، والرسالة النبوية من مبادئ وقواعد وشرائع وأحكام وتلقينات(١) مثل وحدة الله وتنزهه عن كل شائبة وشريك وولد، واتصافه بجميع صفات الكمال، ومطلق التصرف في الكون واستحقاقه وحده العبادة والخضوع ونبذ ما سواه، والقيام بالواجبات التعبدية له، ومثل المبادئ والأوامر والنواهي والتشريعات والأحكام والتلقينات الكفيلة بصلاح الإنسانية وطمأنينتها والتعاون الأخوي التام بينها أفراداً وجماعات وسلبية وإيجابية وأخلاقية واجتماعية وحقوقية وسلوكية واقتصادية والنهي عن كل ما يناقض ذلك.
…أما عدا ذلك مما احتواه القرآن من مواضيع مثل القصص والأمثال والوعد والوعيد والترهيب والترغيب والتنديد والجدل والحجاج والأخذ والرد والتذكير والبرهنة والإلزام، ولفت النظر إلى نواميس الكون ومشاهد عظمة الله وقدرته ومخلوقاته الخفية والعلنية فهو وسائل تدعيمية وتأييدية إلى تلك الأسس والأهداف وبسبيلها"(٢).

(١) تنحصر التلقينات في نطاق ما لم يرد فيه نص قرآني أو نبوي قاطع وصريح، وفي نطاق الرخص الصريحة، ومدى التسهيلات القرآنية والنبوية الثابتة، دروزة، محمد عزت، التفسير الحديث، ١/٨٧.
(٢) دروزة، محمد عزت، القرآن المجيد، ص ١٥٩-١٦٠ المكتبة العصرية، صيدا، بيروت.


الصفحة التالية
Icon