…وقال عند تفسير قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ (١): "وهكذا يصح أن يقال إن الآية الأولى وإن كانت وردت في مناسبة خاصة فإنها بسبب إطلاقها تقرر صفة عامة للقرآن وهي أنه محتو نوعين من المجموعات والفصول. واحداً محكماً أساساً وجوهراً، وآخر بمثابة الوسائل والتدعيم يحتمل أن يكون بأساليب تشبيهية وتمثيلية وترهيبية وترغيبية ووعظية وقصصية وتذكيرية وحجاجية وتنويهية وتأنيبية وما في نطاق المغيبات. ويحتمل أن تتعدد وجوه تأويله وأن ذلك لا ينبغي أن يعطل أو يغطي على أهداف القرآن وأسسه ومبادئه المحكمة الجوهرية أو أن يتحمل به في سبيل ذلك. وفي هذا فيما نعتقد قول حاسم يجب الوقوف عنده، وفيه بسبيل التعريف بالقرآن ما فيه من قوة وروعة وحق وحكمة وتلقين"(٢).

(١) سورة آل عمران، آية ٧.
(٢) دروزة، محمد عزت، التفسير الحديث، ٨/٧٨.


الصفحة التالية
Icon