وقال: "وهو مستلهم بوجه خاص من بعض نصوص صريحة في القرآن مع ملاحظة ما قد يكون لها من خصوصيات زمنية يأتي في مقدمتها، وقد يكون أقواها مدى وأوضحها دلالة آية آل عمران السابعة(١). ثم ذكر آيات الأنعام ١٥١-١٥٣، والإسراء ٢٣-٣٨ وقال إنها مجموعات رائعة من المبادئ والأهداف. ثم ذكر آية ٢٠ من سورة محمد ﴿ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ ﴾ وأشار إلى آيات أخر في سور أخرى"(٢).
اعتماده على أعلام العلماء والمفسرين في هذا التخريج. قال: "ولسنا منفردين في هذا التخريج فقد سبق إليه كثير من أعلام العلماء والمفسرين على تنوع أقوالهم واختلاف مدى السعة والضيق فيها. وقد أشار إلى تفسير المنار الجزء الثالث.
تطور التنزيل القرآني، قال: "ومما يزيد ما نقرره قوة ووضوحاً ما يلاحظ من تطور التنزيل القرآني وتطور إطلاق تعبير (القرآن) على أجزاء القرآن وسوره وفصوله. فالقرآن يطلق كما هو معروف على مجموعة السور التي بين دفتي المصحف. غير أن هذا التعبير قد بدئ باستعماله منذ بدء نزول القرآن، وبدئ بإطلاقه على ما كان ينزل من مجموعاته قبل تمامه"(٣). وقال: "والمعقول والواقع أن الآيات والسور القرآنية التي نزلت قبل غيرها قد احتوت في الأكثر أسس الدعوة ومبادءها وأهدافها، واقتصرت أو كادت تقتصر على التبشير بها، وإنذار الذين لا يستجيبون إليها، ولم تتوسع في الوسائل كما نرى في سورة الفاتحة والأعلى والشمس والليل والعصر والإخلاص والتكاثر والتين والقارعة، مما يؤيد أن الأهداف والأسس هي المقصودة الجوهرية في القرآن أولاً"(٤).
بيان الشوائب في مقولة دروزة:
(٢) دروزة، محمد عزت، القرآن المجيد، ص ١٦٣.
(٣) دروزة، محمد عزت، القرآن المجيد، ص ١٦٤، وانظر التفسير الحديث، ١/٧٤.
(٤) دروزة، محمد عزت، القرآن المجيد، ص ١٦٤، وانظر ص ١٦٥.