…قال الشيخ محمد عزت دروزة (ويلاحظ أن مشاهد الحياة الأخروية وأحوالها وحسابها وثوابها وعقابها مستمدة من مألوف الناس في الحياة الدنيا) (١). وأذكر القارئ الكريم بالشوائب في تفسير القصص القرآني وما جاءت به المدرسة الأدبية معتمدة على قول الشيخ محمد رشيد رضا. وقال: "والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت ذلك على سبيل التقريب والتأثير في النفوس التي لا تتأثر إلا بما تعرفه وتحس به"(٢). وقال: "وما دامت هذه الحياة (الأخروية) مسألة إيمانية غيبية، وما دام وصف مشاهدها الذي جاء في القرآن مستمداً من مألوفات الناس في الدنيا للتقريب والتأثير فلا طائل من الخوض فيها خوضاً يتجاوز حدود القرآن ومقاصده"(٣). وقال: "ثامناً: إن ما ورد في القرآن عن الحياة الأخروية وإعلامها ومشاهدها وصورها وأهوالها وعذابها ونعيمها قد ورد بأسلوب منسجم مع مفهومات السامعين ومألوفاتهم، ومتناول إدراكهم وحسهم، وخاصة العرب الذين كانوا أولاً المخاطبين به، وإنه ورد بالأسلوب الذي ورد به على سبيل التقريب، وقال: وهذا الأسلوب وسيلة من وسائل تأييد القصد وتدعيمه"(٤).

(١) دروزة، محمد عزت، التفسير الحديث، ١/٣٨، تفسير سورة العلق.
(٢) المصدر السابق، وانظر ص ٥٨، وتفسير سورة القلم. وانظر ص ٨٠ من المصدر نفسه.
(٣) المصدر السابق، ص ٣٩، وانظر القرآن المجيد، ص ١٩٣، الحياة الآخروية في القرآن، وانظر التفسير الحديث، ١/٥٨، تفسير سورة القلم. وانظر ١/٨١، التفسير الحديث.
(٤) دروزة، محمد عزت، القرآن المجيد، ص ١٩٣، وانظر ص ١٩٧ من المصدر نفسه.


الصفحة التالية
Icon